خلال إقامتي في هذا المكان ، توفيت امرأة من أقرباء الشيخ. فسار هو وجميع الأقرباء من الذكور في الجنازة حتى القبر. في هذه المدن لا توجد ندّابات ، إلا أن النساء من جارات المتوفاة يجتمعن ويواصلن على مدى ثمانية أيام ، من شروق الشمس حتى غروبها ، العويل والبكاء.
الحادي عشر من مارس / آذار : كانت سلسلة (الجبل الأخضر) تمتد إلى الجنوب والجنوب الشرقي ، كما كانت تبعد مسافة خمسة وثلاثين ميلا. ووجدت أن الشيخ قد جمع حرسا قوامه سبعون رجلا قلما يشير مظهرهم إلى احترام أكثر من الاحترام الذي يتصف به أولئك الذين رافقونا من (مسكن) ، رغم أن خيولهم أفضل. في الساعة العاشرة والنصف غادرنا ضواحي البلدة وتقدمنا غربا بسرعة كبيرة ونحن نجتاز الحقول. أرسل مرافقونا بعض المستطلعين إلى جهتي الشمال واليمين علاوة على مجموعة أخرى تتقدمنا في السير. وعلى الرغم من كل مخاوفهم ، فقد وصلنا إلى قرية (هيال؟ Ayal) في الساعة الواحدة والنصف دون أن نصادف في طريقنا إنسيا واحدا. كان طريقنا يمتد بمحاذاة واد عريض تحف به التلال من كلا الجانبين ، وهي تلال ذات سفوح منحدرة أو تمتد منفصلة مكونة بذلك تلالا هرمية منعزلة بعضها عن بعض مقطوعة من الجزء الأعلى ، إلا أنها بنفس الارتفاع والاتجاه الذين تتصف بهما السلسلة المتصلة من التلال. بعد مغادرتنا القرية وحصولنا على حارس آخر ، دخلنا واديا آخر عريضا يجري في وسطه غدير ماء ضيق. وفي الساعة الخامسة والدقيقة الثلاثين أمضينا ليلتنا في قرية صغيرة تسمى العارض.
الثاني عشر من مارس / آذار : في الساعة العاشرة اصطحبنا حارسنا الذي أمضى الليلة داخل أسوار القرية وانطلقنا في رحلتنا ونحن نعبر مجموعة من السهول الرملية المجدبة تشبه السهول التي عبرناها يوم أمس. كانت الريح ساكنة تماما. وفي حين كنا نجتاز بين الفينة والفينة الوديان الضيقة التي كانت تعترض طريقنا كان تركيز درجة الحرارة فيها لا يطاق تقريبا.
في الساعة الثانية عشرة والدقيقة الخمسين مررنا ببستان وبلدة (الدريز) التي كان سكانها في حالة عداء مع الجماعة التي ترافقنا. ونتيجة لذلك درنا من حولهما دون أن نضطر إلى دخولهما. في الساعة الواحدة والدقيقة الخمسين وصلنا بلدة (العينين Inan) التي