يعيش فيها شيخ القبائل. قبل سنوات قليلة ، كان هذا الشيخ واسع النفوذ لا في المناطق المجاورة حسب ، بل في وسط أقوى القبائل النجدية أيضا. بيد أن سلطته أصبحت تقتصر اليوم على بلدة (العينين) حيث يعيش داخل أسوار قلعتها. قادنا طريقنا إلى وسط البلدة ولاحظت أن الزراعة تتركز في مناطق محصورة توازي بقية المناطق في عمان. بعض الأشجار باسقة ، ولا بد من ملاحظة الفرق الشاسع بين الظلال والعتمة اللذين بدأنا نتوغل الآن وسطهما وغبار الطريق وحرارته الذي افترقنا توا عنه. وبعد أن مررنا ببلدة أخرى مشابهة ، وصلنا في الساعة الثالثة والدقيقة الخمسين بلدة عبري. وما أن اجتزنا السوق حتى ساروا بنا إلى فسحة مكشوفة أمام بيت الشيخ حيث بقينا ننتظر مع أمتعتنا مجيئه. وعند غروب الشمس زارنا الشيخ ، وفكرت أن في وسعي أن أتصور من خلال نظرة خاطفة شخصية الرجل الذي سنتعامل معه. وعلى وجه العموم ، يمكن القول إن شيوخ المدن في عمان هم أشخاص جذابون جدا ، مهابون وذوو سلوك يبعث على الرضا. إلا أن هذا الشيخ كان على عكس ذلك تماما إذ ليس فيه ما يوحي بمظهر الشيخ ولا صفاته. وعند ما أخرجت رسائل الأمام شرع في قراءتها وانصرف دون أي رد. وبعد مضي ساعة من الزمن أرسل رسالة شفوية تفيد بأن علي ألا أضيع أي وقت وأن أغادر البلدة على الفور ، لقد ظن ، وهو يخبرني ، بأنني لم أدرك بأن البلدة تحتشد بحوالي ألفين من الوهابيين. كان هذا يشكل نبأ بالنسبة لنا. فقد أصبح لقاؤنا بهم في وقت مبكر أكثر مما كنا نتوقعه. لكننا لم نظهر إلا الهدوء وتصرفنا بكل برود. وفي هذه الأثناء ، أعددنا العدة لنصب خيمتنا ، وبعد أن أكملنا ذلك ، أرسلنا رسولا إلى الشيخ ليخبره برغبتي في رؤيته. في حوالي الساعة التاسعة صباحا ، جاءني الشيخ بصحبة بعض الدهماء قال : أنهم من أقربائه. وبعد ذلك وجهت الحديث مباشرة إلى الموضوع واستفسرت عنه عن عدد الرجال الذين في وسعهم أن يطلب منهم مرافقتنا إلى (البريمي). ثارت ثائرته وأقسم بأن الطريق خطر جدا وأنه لا يستطيع أن يزودني ولو برجل واحد. كنت غير مستعد لسماع رفضه ، إلا أنني حاولت بكل وسيلة ممكنة أن أثنيه عن قراره ، وأوضحت له أن مخاطر الطريق يعرفها جيدا (السيد سعيد) عند ما كان يحرر الرسائل وأنه سيغضب غضبا أكيدا عند ما يعلم أن أوامره لم تنفذ. وألمحت إلى أنني سأكافئه إذا ما رضخ لمطالبي ، إلا أنه ظل ثابتا لا يتزحزح عن موقفه. وأخيرا أخبرته أنني لا