الوصول إلى (البريمي) عن طريق (شناص) بوساطة (وادي الخور) و (وادي Uttar). وثمة طريق آخر من (الفجيرة) يمتد عبر السلسلة باتجاه (الشارقة) التي يستغرق الوصول إليها يومان ونصف اليوم. وتنتشر بعض غابات النخيل على ضفاف الأنهار التي تلتف على امتداد القعر. أما فيما عدا ذلك ، فلا توجد سوى القليل من المزروعات ، ويشكل خط الواحات الممتد من (عبري) وحتى (البريمي) حدود المساحات الزراعية في ذلك الجزء من عمان. ومن هناك وحتى شواطئ الخليج العربي ، فالأرض عبارة عن امتدادات من الرمال القاحلة. وعلى مسافة رحلة يومين من (شناص) على بعد أميال جنوب وادي (tuttar) على الطريق المؤدية إلى (البريمي) توجد مجموعة من ثلاثين قرية يطلق عليها اسم (بلدان بني كعب) وقد أخذت اسمها من اسم القبيلة التي تقطنها. ويبلغ عدد السكان حوالي ألفا وخمسمائة فرد ؛ وعلى الرغم من أن هؤلاء السكان هم من الوهابيين ، إلا أنهم يوفرون الحماية لكل من يلجأ إليهم مهما كان دينهم ومهما كانت جريمتهم.
وإلى الجنوب من هذه المنطقة الصغيرة توجد مدينة (البريمي) التي تشبه في ملامحها العامة ومساحتها بلدة (بدية) ، وتحتوي على بضعة قرى وترويها الجداول الكثيرة. ويوجد حصن فيها أيضا ، نصبت فوقه بعض المدافع الصغيرة تعود لقبائل (الغافرية) التي وترفض الاعتراف بسلطة الإمام. ويقدر عدد السكان بألفين ، لكن بتدفق الوهابيين عليها ، ازداد عدد السكان خلال هذا الموسم ثلاثة أضعاف. ويتصف هؤلاء السكان بالهمجية ويكرهون زيارة الغرباء. وعلى الرغم من أن حرارة فصل الصيف شديدة جدا ، إلا أن مناخ (البريمي) يعد أفضل مناخ في عموم عمان ، ويساوي مناخ نجد الذي يقول عنه الجميع أنه أفضل مناخ في الجزيرة العربية.
ومن (دبا) وحتى (رأس مسندم) ، والمنطقة ذات التلال المحصورة بين السلسلة الرئيسية والبحر ، يبدو المكان مجدبا وخاليا من الماء. أما الماء الذي يتم الحصول عليه من ساحل البحر فغير مستساغ. أمّا مجموعات أشجار النخيل الوحيدة التي تبرز أحيانا من داخل أحد التجاويف أو الأماكن المنعزلة ، فتبدو صورة مناقضة تماما لصورة التلال الكئيبة المعتمة ، إذ تبدو يانعة مخضوضرة. ولا توفر الأعشاب القليلة النامية في قيعان الوديان