وفي بلاد الشام وفلسطين يكثر الكرم وعند ما يمزج بزيت الزيتون يصبح مادة غذائية تتناولها الطبقات الفقيرة. وإذا ما أضيف مسحوق السمسم ووضعت داخل فرن ذي نار هادئة تصبح حلوى لذيذة. وتصنع الثياب القطنية ذات النسيج الخشن والجنفاص داخل البيوت. ويقوم الرجال بصناعتها ومن أشهر هذه الثياب وأغلاها ثمنا ما يعرف باسم (لونجي) ويبلغ طولها عشرة أقدام وعرضها قدمان وست بوصات أو ثلاثة أقدام ، وتكون مخططة أفقيا بالأحمر والأزرق. وتستخدم إما بمثابة نطاق يلف به الخصر أو عمامة توضع فوق الرأس. ويختلف ثمنها ، إذ يتراوح بين خمسة إلى عشرة دولارات. وتقوم الإناث بمهمة غزل الخيوط. وشاهدت في قبيلة بني بو حسن سقيفة واسعة وحوالي ثلاثين حائكا يحيكون الحرير وكانت الألوان جميلة إلا أن الصناعة خشنة والتصاميم غير جميلة. وفي المناطق الشمالية تصنع البشوب ، إلا أنها أقل شأنا من حيث نوعيتها من البشوت المصنوعة في نجد.
وأتيحت لي الفرصة في أماكن أخرى أن أشاهد انعدام وجود الحرفيين في عمان إلا ما ندر. ففي المدن الرئيسة يصنع الحدادون رؤوس الرماح والخنجر المعقوف وبعض السكاكين الفجة. وتصنع الأواني والأطباق النحاسية أيضا من فئة أخرى من الحرفيين ، إلا أن الحدادين أكثر عددا من هؤلاء. وتصرف مبالغ كثيرة من النساء على شراء أدوات الزينة الفضية كما أن أطفالهن يرزحن تحت ثقل المصوغات الفضية. وقد تمكنت من أن أعد ما لا يقل عن خمسة عشر قرطا في كل أذن. أما رؤوسهن وصدورهن وأيديهن وكواحلهن فهي مزينة بأعداد كبيرة جدا منها.
ويوجد العديد من صاغة الذهب ، إلا أن المصوغات ليست دقيقة الصنع. ويظهر أن المعدن المستخدم من أفضل الأنواع.
ينبغي تصنيف السكان في (عمان) إلى صنفين : الأول يمثل أولئك الذين استوطنوا المدن والواحات. والثاني يمثل البدو الذين يعيشون في الصحراء القريبة. وسكان الصحراء هم خليط غير متجانس ويحتفظون بكل خصائص بني إسماعيل الحقيقية. أما سكان المدن والواحات فهم أحسن منظرا ويميلون إلى البدانة قليلا على الرغم من أن الفارق قلما يبدو