الصباح والمساء ، وأن اللواتي يقطنّ في المدن ، يحتفظن بملامحهن بنفس العناية. من جهة ثانية ، نجد أن البدويات اللواتي يتعرضن دوما لأشعة الشمس ذوات بشرة دكناء. ويلاحظ الشيء نفسه على الرجال ، على الرغم من أن الأطفال تكون بشرتهم أقل سمرة عند الولادة. والنساء دقيقات الملامح ، لهن عيون واسعة ومتألقة ومفعمة بالحيوية ، وأنف معقوف إلى حد ما ، وفم دقيق التقاطيع وأسنان بيض كاللؤلؤ. إنهن ، بلا أدنى ريب ، أكثر جاذبية من أي من النساء اللواتي شاهدتهن في أي جزء آخر من شبه الجزيرة العربية. وبسبب مرحهن وحيويتهن ، نجد الابتسامة تعلو وجوههن دوما. كما أن أي إيحاء ذكي ، وفي أثناء محادثاتهن مع بعضهن بعضا ، أو أي حدث مضحك مهما كان تافها ، يكفي لإثارة ضحكهن.
في المدن القريبة من سواحل البحر ، تبذل عناية كبيرة لإبقاء النساء من ذوات المنزلة الرفيعة ، في حالة عزلة شأنهن في ذلك شأن أي منطقة أخرى من بلاد الشرق. إلا أن هذه العزلة اختيارية عندهن شخصيا إذ لديهن الحرية الكافية للخروج منها وقتما يرغبن في ذلك. ففي بيت تاجر عربي قمت بزيارته ، تبين استحالة التقليل من حب الاستطلاع بين نسائه اللواتي كن باستمرار يتنقلن من أمام باب الغرفة التي كنا نجلس فيها رغبة منهن في رؤية شخص أوروبي. وقد تحمّل صديقي هذا الأمر بصبر بعض الوقت ، وحاول من خلال الاحتجاج أن يحول دون ذلك ، ولكنه أدرك عدم جدوى ذلك فانتهز الفرصة في المرة التالية التي زرته فيها وأقفل باب الغرفة التي نجلس فيها. إلا أن النساء أحدثن جلبة عالية مما دفعه إلى إطلاق سراحهن قبل انصرافي. الحق لا يوجد إلا أدنى شك في تمتع النساء المسلمات في عمان بحرية أكبر ، واحترام أشد ، من أي بلد شرقي آخر. وفي أثناء الاضطرابات المدنية ، غالبا ما يقمن بدور في الشؤون العامة ، وفي بعض الأحيان ، أظهرن بطولة فائقة.
ومن بين أبرز الملامح المميزة في وضع هذا العرق الفريد هي حكومة الشيخ التي تعد ظاهرة سياسية في تاريخ الأمم بسبب دستورها ونتائج أفعالها. فعلى الرغم من أن هذه الحكومة ليست بالجمهورية ولا بالأرستقراطية ولا بالملكية ، إلا أنها تحتوي على عناصر كل هذه الأنماط. وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار العمر الطويل الذي عاشته ، والحد الأدنى من الضغط السياسي الذي تفرضه على السكان والمحاربين الذين ربتهم وأرسلتهم بين وقت