إيضاح يفيد بأنني أؤمل الوصول بعد ثلاثة أيام إلى قرية (عين) الساحلية حيث يمكن إرساله ثانية إلى هناك. وبعد أن ملأنا القرب بالماء في الساعة الثالثة من بعد الظهر ، اعتلينا ظهور جمالنا وانطلقنا بصحبة بدوي كريه المنظر (يدعي أنه شقيق حامد) إضافة إلى بدوي أخر. وبعد مغادرة (بلحاف) ، كان الطريق يمتد على طول الساحل بالاتجاه الغربي. وشاهدنا قربه على الشاطئ الكثير من المحار المتعددة الأنواع. كما كانت تكثر العديد من قطع المرجان الأحمر والأبيض. وعند أسفل أحد التلال المجدبة التي مررنا بها من جهة اليمين ، أشار مرشدونا إلى بقايا برج قديم ، لكن عند ما قبل لنا أنه لا توجد أي كتابات ، وإن شكله من السفينة يبدو بناء عربيا ، فإننا لم نمكث لمعاينته.
في الساعة الرابعة والدقيقة الخمسين مررنا بقرية صيادين صغيرة تدعى (جلعه) تتألف من حوالي عشرين كوخ شيدت على نحو أخرق من سعف النخيل. وعلى امتداد الشاطئ ، كان الصيادون قد أوقفوا قواربهم ، حيث يسمح لهم دوما بالوقوف هناك إلا إذا كانت هنالك حاجة لاستعمالها. وكانت هذه القوارب لا تختلف من حيث صنعها عن أولئك القوارب التي وصفتها في أجزاء أخرى من الساحل.
في الساعة السابعة والدقيقة العشرين ، انحرفنا في سيرنا ، ونحن نبتعد عن ساحل البحر ، بين حزام عريض من التلال الرملية وتوقفنا مدة ساعتين على بعد ثلاثة أميال عن قرية (عين الجويري) ، فأرسلنا أحد أدلائنا إليها لتأمين تجهيزنا بكمية من التمور وهو الغذاء الوحيد الذي يهتمون بتوفيره لأنفسهم. وبعد عودته مباشرة ، واصلنا سيرنا وفي الساعة الحادية عشرة سمعنا نباح بعض الكلاب قويا وعاليا فعرفنا إننا سنمر بقرية (با معبد) (١). إلا أننا لم نشاهد أيا من السكان. وفي الساعة الواحدة فجرا ، توقفنا لقضاء ليلتنا.
كنا الآن في الأراضي التابعة لبدو (بني ذييب) (٢) الذين كانت تخشاهم كل الخشية
__________________
(*) في الأصل وردت عين أبو مبعث (Abu Mabath) وصوابه (عين با معبد) قرية معروفة ومشهورة بالمنطقة وأخطاء المؤلف في تصحيف الأسماء يتكرر كثيرا مما يشير إلى عدم معرفته بالعربية.
(**) قبيلة معروفة إلى اليوم وتنسب إلى حمير غير أننا نعلم من النقش السبي الشهير المعروف بنقش صرواح (R.٥٤٩٣) والذي يعود إلى القرن السابع ق. م. أنها وقبيلة (سبيان) كانتا تسكنان هذه المنطقة وهما مثالان يشهدان على ثبات قبائل الجزيرة العربية