وبتنا أصدقاء حميمين. وبعد أن قدمت بعض الهدايا والعبارات الجميلة استطعنا مغادرة المكان والحسرة بادية على الطرفين.
كان طريق عودتنا أكثر وعورة وانحدارا من ذلك الطريق الذي جئنا منه. ونتيجة لذلك لم أصل إلى قدمات الجبال إلا بعد مرور وقت على غروب الشمس. كانت الحمير قد اختفت ، والليل حالك السواد يتخلله في بعض الأحيان سقوط المطر. وفقدنا طريقنا عدة مرات ولم نصل الخيمة إلا عند منتصف الليل تقريبا.
خلال إقامتي هناك استلمت الرسالة التالية الودية والمتميزة من سمو الإمام :
«بسم الله الرحمن الرحيم من سعيد بن سلطان إلى صاحب السيادة المحترم والمحبوب والمبجل النقيب (ولستد) من الحكومة الشرقية. السلام عليكم. بعد أن وصلتنا رسالتكم التي كانت دليل محبتكم لتذكركم إيانا ، فقد فرحنا فرحا لا يوصف لسماع نبأ وصولكم إلى (صور) وسفركم إلى (جعلان) حسب توجيهاتنا ومن هناك إلى (سمد) الأمر الذي بعث الرضا فيكم والبهجة فينا. علاوة على ذلك ، فإن كل ما تحتاجون إليه سواء كان كثيرا أو قليلا ، فما عليكم إلا أن تطلبوه وما علينا إلا أن نمنحه. والسلام عليكم. المخلص سعيد بن سلطان».
الثاني من ديسمبر / كانون الأول : تم جمع الإبل والأدلاء في هذا الصباح وغادرت (سوق صور) حيث كنت قد لقيت من شيخها كل الاهتمام. وفي الساعة ٣٠ ، ١٢ من بعد الظهر كنا قد ابتعدنا عن أطراف القرية وأصبحنا داخل واد غير عميق. كان قعر الوادي يتكون من حجر الكلس الذي انتشرت عليه بعض شجيرات الصمغ التي شقت طريقها بعنف كي تنمو دليلا وحيدا على وجود الحياة النباتية. وكانت التلال الممتدة على كلا الجانبين ذات لون احمر فاتح أو صخور رملية صفراء ذات خطوط برتقالية أو بنفسجية هنا وهناك. وعلى الرغم من أن الأمطار الخفيفة تهطل في هذا المكان بين الحين والآخر في أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر ، إلا أن السكان المحليين يقولون أن الأمطار الغزيرة المستمرة لا تهطل ألا مرة كل ثلاث سنوات ، وأن قعر الوادي ينتفخ بجدول ماء سريع يتعذر على الجمال