تكن على ما يبدو مهتمة بالرياضة مع أسيادها لأنها لم تنطلق إلا بعد مشقة كبيرة وأصبح بعد ذلك من المتعذر اللحاق بها. كانت سرعتها القصوى غير كبيرة ، وربما كانت تصل إلى أقل من سرعة الجواد بمقدار الثلث. وإذا ما تم حثها للركض بسرعة أكبر ، فإن الحيوانات تبدو في منتهى الارتباك.
وجدت الشيخ الذي يرافق الجماعة شخصا ذكيا ومرحا فاقترحت عليه أن أقوم بجولة في منطقته لبضع أيام. وبعد أن أستفسر عن دوافعي من وراء ذلك ، وأكتشف أن السبب لا يعدو العيش معهم في تلك الفترة ، وافق من أعماق قلبه. وعند حلول السماء ، زارني ، كما هو مألوف ، جمع غفير ، واشتركنا في غناء بدوي.
السادس من ديسمبر / كانون الأول : وجدت الشيخ وجماعته التي يصل عددها إلى خمسين شخص قد اعتلوا جميعا ظهور الإبل ، كانوا في ذلك الصباح على أهبة الاستعداد للبدء بالتجوال وسرعان ما ابتعدنا عن ضواحي المدينة وبتنا نقطع الصحراء. كان الهواء باردا ونقيا ، والشمس عالية إلى الحد الذي ترسل فيه دفئا مقبولا ، في حين أضفت حركات أصدقائي البدو ومظهرهم القوي إثارة جديدة فيّ ، حتى أن وحشة المكان الشديدة أثارت بهجة أكبر. كنا نقطع تلك الأراضي المقفرة والموحشة التي لا حد لها والتي كانت بالرغم من خلوها من الأشجار والجبال والمياه أو أي ملامح أخرى تشترك بها مع الأقاليم الأخرى الأكثر مدعاة لراحة النظر ، ذات صفات بسيطة كانت المنطقة الجرداء الشاسعة قد ذكرتني بالمحيط الذي لم يطرقه أحد وأثارت في نفسي شعورا بالسمو. وكانت ملامح رفيقي تناسب تماما صفات بلاده الغريبة. وكان شكله القوي وأطرافه النظيفة المحكمة يكشف عنها رداؤه الخفيف ، بينما أضاء شعاع عينيه اللتين يلوح منهما العزم والتصميم ملامحه الدكناء الضاربة إلى الحمرة. وكان سلوكه نزيها وصريحا في حين دل مظهره الخارجي كله على ازدرائه الرجولي بالشدائد.
قال الشيخ : «لقد رغبت في مشاهدة بلاد البدو ؛ هذه هي». ثم أردف وهو يضرب رمحه في الرمال الصلبة : «هذه هي بلاد البدو». لم يكن الشيخ ولا أي من رفاقه يرتدون سوى مئزر صغير لف حول وسطهم ، في حين بدت بقية أجسادهم عارية. أما شعرهم الذي