غالبا في الصباح أن أشجار السمر مقعرة وفيها قطرة أو قطرتان من الندى. وفي الوقت الذي تحمى فيه الشمس تأثيرها ، تبقى هذه على شكلها الطبيعي ويتم خزن الرطوبة في التربة. وتحت ظلال هذه الأشجار تستمد نباتات أخرى تنمو بعد هطول الأمطار غذائها منها وبعد ذلك بوقت قصير تبدو جافة وذابلة. ومع هذا ، فإن مما يثير الدهشة نمو النباتات الغضة جدا في مثل هذه المناطق التي تتعرض لأشعة الشمس القاسية.
إن بني (جنبة) عبارة عن قوم منتشرين يقدر عدد أفرادهم بحوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة رجل يحتل القسم الأعظم منهم في الأراضي الواقعة جنوبا من (بني بو علي) وحتى رأس أصيله ، إلا أن هناك العديد من الأسر التي تحيا حياة اختلاط مع البدو الآخرين في الأراضي القفر المحصورة بين الصحراء الكبرى وحتى المنطقة الغربية وكذلك في واحة (عمان) مع بعض البدو الذين يعيشون مع شيخهم في بلد صور. ويلجأ الأفراد إلى هذا الشيخ لفض كل منازعاتهم ويكون مسؤولا أمام الإمام عن سلوك القبيلة العام. ولأبناء قبيلة (بني جنبة) بعض الخصائص الغريبة التي تجعلهم ، إلى حد ما ، يختلفون عن غيرهم من البدو ورغم أنّ أعدادهم ، كما لاحظت ، ليست كبيرة إلا أنهم ينتشرون فوق مساحة شاسعة من البلاد وأنهم ينقسمون إلى قسمين : أولئك الذين يعيشون على صيد الأسماك والذين يعملون في الرعي. وسننظر أولا في القسم الأول.
من الحقائق المدهشة وجود أعراق في كل بقعة من بقاع ساحل الجزيرة العربية ، وحتى على امتداد السواحل الشمالية الشرقية للهند وما كراو. وفي بعض المناطق ، على سبيل المثال ، تلك الواقعة إلى الشمال من جدة في البحر الأحمر ، ينظر إليها كعرق منفصل ومنحط لا يتناول البدو طعامهم وإياهم ولا يتزاوجون أو يرتبطون فيما بينهم ، ولكن مع هذه القبيلة وبعض القبائل الأخرى ، لا يوجد مثل هذا التمييز. فالساحل كله تنتشر فيه الأسماك ، ولما كان الأهالي لا يملكون إلا القليل من القوارب الصغيرة ، فإنهم يستعيضون عنها بالفلك المصنوع من القرب المنفوخة قربة واحدة أو اثنتان توضع فوقهما قطعة من لوح خشبي. ويجلس صياد السمك على هذا الفلك الهش فيرمي بشبكته الصغيرة أو يصطاد بالصنارة. ولا بد من ظهور تسلية بين الفينة والفينة عند ما تلتهم الطعم أسماك القرش الكبيرة التي تنتشر