السبت ، السادس والعشرون من ديسمبر / كانون الأول : في باكورة النهار ، وضع الشيخ والسكان كل عقبة للحيلولة دون توغلنا ولم تتم تسوية المسألة إلا بعد أن هددتهم بالعودة إلى (نزوى) واصطحاب الشيخ معي. وبعد انطلاقنا بوقت قصير ، فعلت بعض الدولارات فعل السحر في نفوس أولئك الذين تقرر أن يرافقوننا دون اعتراض ، وفي الساعة الواحدة والنصف واصلنا ارتقاءنا الجبل ونحن على بعد مسافة ميل واحد من القرية. كانت الحمير التي ترافقنا كبيرة الحجم ، ولما كانت تواظب باستمرار على عبور هذه المرتفعات فقد اكتسبت خطوة ثابتة موازية لخطوة البغال. واصلت السير سريعا مسافة ستين أو ثمانين ياردة ومن ثم كانت تتوقف لالتقاط أنفاسها لتندفع بعد ذلك من جديد. وبهذا المعدل استطعنا أن نرتقي سريعا السلسلة الجنوبية ، وكنا في بعض الأحيان نقترب خطوات قليلة من أحد الوديان الغائرة عميقا في الأرض. في أحد الأقسام إلى يسارنا ، حيث تزداد مخاطر طريق ضيق بفعل منحدر ينتهي بجرف ، كانت أقدامنا المتدلية تهتز من فوقه ، وإذ ذاك أدركت أن المعلومات التي قدمها لنا السكان المحليين لم تكن مبالغا فيها كثيرا ، وهو ما ظنناه بادئ الأمر. في الساعة الثانية خرجنا من السلسلة الجبلية لنرتقي بعدها سفح الجبل. وبات طريقنا بعد ذلك ممتدا فوق كتل مستوية من حجر الكلس حتى الساعة الثالثة والنصف وعندئذ توقفنا في واد ضيق قرب آبار ماء. كانت التلال في هذه البقعة خالية من الأشجار والأدغال ، لكن بعض الأعشاب تبدو منتشرة هنا وهناك. أما الوهاد التي تقطعها فكانت رغم قعرها الصخري تحتوي على أشجار الطرفاء (١).
لم يكن متسلقو الجبال الذين يرافقوننا اجتماعيين أو مرحين. وبعد حلول الظلام شاهدت وجود خمس نيران مختلفة ، وكان يجتمع من حول كل نار مجموعة من البدو.
السابع والعشرون من ديسمبر / كانون الأول : في الساعة الخامسة والنصف ، كان المحرار يشير إلى ٥٣ فهرنهايت. غير أن الشمس لم تشرق بما يكفي لبعث الدفء في أو صالنا حتى الساعة السابعة وعند ذاك يتمكن المرشدون من مواصلة الرحلة. واصلنا صعودنا في نفس المنطقة كما فعلنا يوم أمس ، وكلما تقدمنا أكثر شحت النباتات والأعشاب حتى اختفت
__________________
(١) لم أكن أعلم أن المن يستخرج هنا من هذه الشجرة كما هو الحال في المنطقة القريبة من جبل سيناء.