نهائيا. وفي التاسعة والنصف وصلنا قمة السلسلة وهناك حصلنا على منظر جيد للخطوط العامة للتلال التي تشكل الجزء الأكثر ارتفاعا في السلسلة. وكانت تظهر بنفس صفات وخواص التشكيلات الكلسية فترتفع بانحدار يصل إلى ٣٠ درجة باتجاه الأفق وتنتهي في الجهة الجنوبية بجرف شديد العمق. واستمر طريقنا مسافة لا بأس بها على امتداد سطح إحدى هذه التشكيلات. كان الطريق أشبه بسلالم ناتئة تبرز من وجه الجرف وتبدو معلقة بكتل صخرية خطرة ، في حين تغور إلى أسفل مسافة سبعمائة أو ثمانمائة قدم. ولما كان هذا الطريق شديد الضيق لا يسمح للحمار بأن يمر فيه وهو محمل بالأمتعة كما هو مألوف ، فقد حمل راكبو الحيوانات ما لم تستطع الأخيرة حمله.
واصلنا الآن هبوطنا عن طريق ممر شديد الانحدار والانزلاق حتى إننا اضطررنا إلى خلع أحذيتنا. ولكن على الرغم من ذلك استمرت الحمير في تقدمها وهي تخطو خطوات سريعة دون أن تخطئ موضع قدم. ولكن قبل هذا بوقت قصير ، انفصل أحد الرجال عن جماعته وطلب مني اللحاق به. فامتثلت له. وبعد أن سرنا مسافة قصيرة باتجاه اسفل الجرف متشبثين بالأغصان وجذور الأشجار ، استدرنا فجأة من حول إحدى الصخور ووجدنا أن الطريق يمتد على طول النتوء الضيق مسافة مائتي ياردة تقريبا. بدأ الطريق أملس كالزجاج ، ولم يزد عرضه في كثير من الأحيان عن قدم واحدة ، يحف به جرف شديد الانحدار من كل جانب. لم يعرف أن كان يتوقع مني أن أقلد ما قام به بالسير في طريق مختصر ، أو أن كان يريد أن يظهر عدم خوفه ومثابرته. غير أننا سرعان ما أصبحنا أمام المشهد ، وهنا توقف واستفسر مبتسما إن كان في وسعي أن أتقدم أكثر ثم خطا خطوات حذرة على امتداد الطريق معتمدا على كلتا يديه في الأماكن التي تبرز فيها الصخرة فتضطره إلى ثني جسده فوق الجرف ، وفي غضون دقائق عديدة كان يجلس بأمان فوق الطرف المقابل يؤشر لي ويناديني بأن أحذو حذوه. غير أن ذلك لم يكن في مستطاعي لذلك عدت أدراجي لمرافقة الآخرين وسلوك الطريق الأكثر أمانا.
في الساعة الثانية والنصف مررنا ببعض القرى المنتشرة انتشارا يفتقر إلى الانتظام ، وكانت الأكواخ مشيدة بحجارة غير مبنية بأحكام وفي الساعة الثالثة وصلنا إلى وادي