الرحيل قبل أن يحدث ما يدفعهم إلى مزيد من الإزعاج. لهذا السبب ، توجهت في هذا الصباح إلى الشيخ الذي لم يظهر أي رغبة في مساعدتنا ، لكن بعد حديث استمر ساعتين ـ لأن العرب لا يقومون بأي عمل مهما كان تافها إلا بعد حديث مطنب ـ وافق ، لقاء تقديم هدية له ، بأن يزودنا بالحمير ومرافقتنا إلى (بركة الموز). تم إعداد كل شيء في الساعة الثامنة والنصف وعندئذ استأنفنا هبوطنا إلى (نزوى) سالكين طريقا أخرى تدعى (درب مويدن) Moidien ويقع اتجاهها على درجة ١٣ شرقا. غير أنني لا أرى ضرورة لأن أصف بالتفصيل إلتواءات ومنعطفات ذلك الطريق الذي سلكناه.
كان يبرز أمامنا ومن وسط الوادي تل هرمي الشكل يقع على قمته برج مهدم ذو أبعاد عظيمة وبناء ضخم. ويقال أن هذا المبنى كان في السنوات الأخيرة يستخدم مسجدا. ولم أتمكن من التأكد من تاريخ بنائه لكن التقاليد تؤكد بأنه يستخدم مكانا للعبادة من الأجداد الوثنيين. على أي حال ، لو كان الأمر صحيحا في كلتا الحالتين بأنه كان يستخدم لذلك الغرض ، فإن متسلقي الجبال لا بد قد اندفعوا بدافع الحماس الديني أكثر مما هم عليه الآن ـ إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار وعورة الطريق إلى القمة وشدة انحداره.
بعد أن سرنا باتجاه الجانب الغربي من الوادي ، وكان الطريق يؤدي في بعض الأحيان إلى عدد من التلال الأخرى والكثير من الأراضي غير المستوية التي تمتد مسافة لا بأس بها من ورائه ، ويصل في أحيان أخرى إلى مكان قريب من الحافة ، وصلنا في الساعة العاشرة والنصف إلى قمة أحد الممرات ومن هناك شاهدنا منظرا مدهشا للوادي من تحتنا. كانت الكروم والأراضي المدرجة تمتد ثلاثة أو أربعة أميال من (شيرازي) والى الأسفل من ذلك ، كانت ثمة أراض مزروعة تظهر هنا وهناك على مد البصر. كما كانت هناك سلسلة من برك الماء الفسيحة وكانت البركة الواحدة الجميلة التي تجتمع وتتألف مع البركة الأخرى تشكل نقيضا تاما لخط الظلال الهادئ الذي تشكله الجدران الرائعة أو الصخور المعلقة على كلا الجانبين. استغرق وصولنا قاع هذا الممر وقتا ، حيث وصلنا في الساعة الثانية عشرة بعد أن غذذنا السير إليه. لم يكن هناك سبب يدفعني إلى الهبوط إلى أسفل ، وكان ينبغي لي أن أفكر بأن ما من مخلوق يتمتع بكامل قواه العقلية على استعداد لمحاولة القيام بهذا الهبوط ، إلا أن