الراسية آنذاك في الميناء والتي صدرت إليه التعليمات ـ وكنت أظن أنه في بومباي ـ بأن يقدم كل مساعدة ممكنة ، لكنه ، لدوافع لم أفهمها ، لم يوافق هذه المرة.
كما أن العديد من التجار في (مسقط) رفضوا تزويدي بالمال اللازم ، وكان يحثهم على ذلك الوكيل نفسه. وفي خضم هذه المعضلة غير المرضية وغير المتوقعة ، لم يكن في وسعي أن أعرف كيف أواصل الرحلة لو لم أستلم رسالة من الإمام يوضح فيها إنه علم بما آلت إليه أموري فأصدر أوامره بأن تكون مصروفات إقامتي من خزانته الخاصة. إن المعارضة التي صادفتها في أماكن غير متوقعة نهائيا (وقد نشرت خارج البلاد على الفور) لم تخلق الشكوك إزاء نزاهة آرائي فحسب ، بل أيضا أثارت الأسئلة حول ما إذا كنت الشخص المؤتمن حقا الذي حاولت أن أظهر به. لهذا السبب ، كانت مشاعر الامتنان غير اعتيادية عند ما وجدت نفسي وقد تخلصت من النتائج المحتملة لهذه الظنون بكرم من الأمير. وعلى أي حال ، فإن التأخير الذي تسببت فيه هذه الحادثة أدى إلى نتائج أكثر خطورة وعرقلت عرقلة تامة أهداف رحلتي مؤقتا.
مرت بضعة أيام قبل أن تصل رسائلي إلى الملازم (وايتلوك). وفي أثناء هذه الفترة حذرني الشيخ مرارا بأنني أعرض صحتي للخطر ببقائي فترة طويلة في نزوى. إن الغرباء القادمين من أي منطقة من عمان قلما يمكثون ثلاثة أيام أو أربعة إلا وتهاجمهم حميات خطيرة. إلا أنني كنت واثقا من صحتي العامة التي كانت بحالة ممتازة فلم أعر نصائحهم إلا القليل من الأهمية.
في اليوم العاشر ، أصيب جميع خدمي بالمرض وفي اليوم الثالث عشر أصبت بالمرض بدوري. كانت الحمى قاسية جدا وفريدة ، وكانت النوبة تحدث مرتين في اليوم ولا تترك المريض في بعض الأحيان يومين اثنين. لقد هاجمتني الحمى ونجم عن ذلك هذيان لثمان وأربعين ساعة بعد ظهورها أول مرة. لم يكن أحد يشرف علي فبت وحيدا كئيبا وحتى اليوم الثامن عشر ، كنت لا أدري ما يدور من حولي. وأظن أن بعض العرب الذين أرسلهم الشيخ اهتموا بي بعض الوقت. وصلت الحمى في الليلة السابقة أقصى درجاتها ، ثم بدأ يطرأ تغير نحو الأحسن. وسرعان ما بدأ الدم البارد يسري في عروقي ثانية واستعدت ملكاتي ورويدا