الباب الرابع والعشرون
في زيارة سعادة السلطان لبنك أف انكلند
بعد خروج سعادة السلطان من دار الحكم قصد الفرجة على بنك أف إنكلند المحاذي دار الحكم. فلمّا دخل إليه استقبله مدير والبنك ، وساروا به يفرّجونه على ما في البناء من النقود والخزائن والذهب والفضة والنحاس. فأدخلوا سعادته أولا إلى قاعة طبع أوراق البنك ، فسرّ السيد غاية السرور بما رأى فيها من الأوائل التي كانت تطبع أوراق بنك بقيمة خمسة ليرات (باون) وأوراق بقيمة عشرين روبيّة لحكومة الهند.
ولفرط سروره بتلك الأوائل الغريبة التركيب أخذ السيّد يستقصى في أحوالها ، ويستفهم من مدير البنك عن تفاصيلها باعتناء شديد ، فأخذ المدير يشرح لسعادته عن أحوال تلك الأوائل بتفصيل.
ثم ساروا بسعادته إلى قاعة عدّ النقود ، وهناك عرضوا على سعادة السلطان أن يوقّع اسمه الشريف على ورقة بنك بمبلغ ١٠٠٠ ليرة. فتناولها السيد ، وكتب فيها اسمه الكريم بخطّه. ثم سلّمها إلى مدير البنك. فتناولها المومأ إليه وشكر لسعادته ذلك.
ثم دخل السيد قاعة وزن الذهب والنقود ، ورأى فيها آلة صغيرة عجيبة التركيب تزن الليرات من تلقاء ذاتها وتفرّق الليرات الناقصة من الكاملة. ثم ترمي بالناقصة إلى جهة والكاملة إلى جهة أخرى.
ومن غرائب هذه الآلة أنها تقف بضع ثوان عندما تزن الليرة لإتقان عيارها ، فالتفت السيد ـ أعزه الله ـ إلى خليله جرجس باجر الفقيه وقال له وهو يمزح : " أرى هذه الآلة كأنها تفتكر عندما تزن الليرة لتتحقق ثقلها قبل طرحها إلى جهة من الجهتين".