الباب الثالث والثلاثون
في زيارة سعادة السلطان لمدينة بيرمنكهام (١)
عرف أهل بيرمنكهام من صحائف الأخبار أن من نية سعادة سلطان زنجبار القدوم إلى مدينتهم بقصد الفرجة على ما فيها من المعامل والصنائع. فاستعدوا لملاقاته خير استعداد ، وخرج منهم جمع غفير إلى محطة سكة الحديد ينتظرون قدومه بالسلامة.
فلما كانت الساعة الواحدة بعد الظهر وصل السلطان إلى محطة بيرمنكهام. وكانوا قد فرشوا أرض المحطة بالجوخ الحمر ، وفرشوا الدرج بطنافس جميلة. وقبل أن ينزل السيد من أرتال (٢) السكة الحديد ، تقدم والي البلد ألدرمن بيكس ، ودخل إلى السيد وسلّم عليه ، ورحب بقدومه. ثم استأذنه (٣) أن ينزل ، ويشرّف المدينة ، فأجاب السيد طلبه. ونزل مع من كان في معيته. وكان حضرة باجر الفقيه يترجم بين سعادة السلطان وبين والي البلد. ثم نزل بعده وزراؤه السيد حمود بن حمد والسيد حمد بن سليمان وحضرة تاريا توين (٤) وحضرة الدكتور كيرك ومستر كليمنت هيل. ثم صعدوا درج المحطة المفروش بالطنافس.
وكان الشعب قد تقاطر بازدحام ليرى سعادة السيد ، ويسلّم عليه. فلما رأوه مارّا كشفوا عن رؤوسهم حسب عوائد الإنكليز ، وسلّموا عليه ، ورحّبوا بقدومه إلى بلدتهم بالسلامة. وكان السلطان ـ زاده الله لطفا ـ يرد السلام عليهم بأنس وبشاشة ويشكر لهم على مكارمهم.
__________________
(١) ثاني أعظم مدينة في المملكة المتحدة. وأول مدينة عرفت الثورة الصناعية. فصل :
٢٣ / ٢ : Birmingham : N.E.B
(٢) ب : قطار (والمحقق يستعمل دائما هذه الكلمة)
(٣) أ : كلف إليه
(٤) أ ، ب : طارياتوبان