عزيز جدا على صاحبه قد اشتراه بعشرة آلاف ليرة إنكليزية. (١) وقد طبعنا رسم هذا الجواد ومشهد السبق كما حضره السيد برغش أعزه الله.
ومن عوائد الإنكليز أنه إذا استوى السبق وانتصب جعلوا يتراهنون مع بعضهم على مبالغ وافرة من الليرات. فمنهم من يعتقد أن الجواد الفلاني يحوز قصب السبق (٢) ، ومنهم من يعتقد عكس ذلك ، فيقع الرهان بينهم ، ويبلغ قدره تارة نحو ألوف من الليرات.
وكذلك من ديدن الإنكليز أنهم يتفاخرون في جودة خيلهم وسرعة جريها. وكلما زار بلادهم ملك أو سلطان أقاموا له مشهدا لسبق خيل الرهان كما فعلوا لسعادة السلطان برغش. ولما أتى قيصر الرّوسية بلاد الإنكليز سنة ١٨٤٤ هيّأوا له كذلك مشهد السباق إكراما له.
وكان السباق عند العرب من الأمور المشهورة. فكانوا يعقدون حلبة ، ويختارون عشرة رؤوس من جياد (٣) الخيل يسمونها خيل السباق. وكان اسم أولها" السابق" المعروف بالمجلّي (٤) أيضا ، ثم المصلّي ، ثم المسلّي ، ثم التّالي ، ثم المرتاح ، ثم العاطف ، ثم الخطيّ ، ثم المؤمّل ، ثم اللطيم ، ثم السّكيّت. وكانوا يضعون لها سبقا أو خطرا (٥) يتراهنون عليه يحوزه صاحب الجواد المجلّي.
__________________
(١) أ : ليرة انكليزية (باوند)
(٢) أ : قصبات
(٣) أ : أجاويد
(٤) ب : المتجلي
(٥) ب : لها جائزة يتراهنون عليها