كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة [ ج ١ ]

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة [ ج ١ ]

تحمیل

شارك

قال الماورديّ : وإذا صح الإقطاع والتمليك على هذا الوجه نظر حال الفتح فإن كان صلحا خلصت الأرض لمقطعها ، وكانت خارجة عن حكم الصلح بالإقطاع السابق ، وإن كان الفتح عنوة كان المقطع والمستوهب أحق بما استقطعه ، واستوهبه من الغانمين ونظر في الغانمين فإن كانوا علموا بالإقطاع أو الهبة قبل الفتح ، فليس لهم المطالبة بعوض ، وإن لم يعلموا حتى فتحوا عاوضهم الإمام بما يستطيب نفوسهم من غير ذلك من الغنائم.

وقال أبو حنيفة رحمه‌الله تعالى : لا يلزم الإمام استطابة نفوسهم منه ولا من غيره من الغنائم إذا رأى المصلحة في ذلك.

ذكر ديوان الخراج والأموال

يقال لكتابة الخراج : قلم التصريف ، وأوّل ما دوّن هذا الديوان في الإسلام بدمشق والعراق على ما كان عليه قبل الإسلام ، وكان ديوان الشام بالرومية ، وديوان العراق بالفارسية ، وديوان مصر بالقبطية ، فنقلت دواوين هذه الأمصار إلى العربية ، والذي نقل ديوان مصر من القبطية إلى العربية : عبد الله بن عبد الملك بن مروان أمير مصر ، في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة سبع وثمانين ، ونسخها بالعربية وصرف أنتناش عن الديوان وجعل عليه ابن يربوع الفزاريّ من أهل حمص ، وأوّل من نقل الدواوين من الفارسية إلى العربية : الوليد بن هشام بن مخزوم بن سليمان بن ذكوان ، وتوفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين ، والأكثرون على أن الذي نقل ديوان العراق إلى العربية صالح بن عبد الرحمن كاتب الحجاج ، وكان مولى لبني سعد ، وهو يومئذ صاحب دواوين العراق ، وذلك بعد سنة ثمانين ، وسبب ذلك أن صالح بن عبد الرحمن هذا ، كان أبوه من سبي سجستان ، ومهر صالح في الكتابة ، وكتب لزادان فروح كاتب الحجاج بن يوسف الثقفيّ ، وخط بين يديه بالفارسية والعربية ، فخف على قلب الحجاج فخاف من زادان ، وقال له : أنت الذي رقيتني حتى وصلت إلى الأمير ، وأراه قد استخفني ، ولا آمن أن يقدّمني عليك ، فتسقط منزلتك ، فقال زادان : لا تظنّ ذلك هو أحوج إليّ مني إليه لأنه لا يجد من يكفيه حسابه غيري ، فقال صالح : والله لو شئت أن أحوّل الحساب إلى العربية لحوّلته ، قال : فحوّل منه أسطرا حتى أرى! ففعل ، فقال له : تمارض ، فتمارض ، فبعث إليه الحجاج بطبيبه ، فشق ذلك على زادان ، وأمره أن لا يظهر للحجاج ، فاتفق عقيب ذلك أن زادان قتل في فتنة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ، وهو خارج من موضع كان فيه إلى منزله ، فاستكتب الحجاج بعده صالحا ، فأعلم الحجاج بما جرى له مع زادان في نقل الديوان ، فأعجبه ذلك وعزم عليه في إمضائه ، فنقله من الفارسية إلى العربية ، وشق ذلك على الفرس ، وبذلوا له مائة ألف درهم على أن لا يظهر النقل ، فأبى عليهم ، فقال له مروان شاه بن زادان فروح : قطع الله أصلك من الدنيا كما قطعت أصل الفارسية ، وكان