سقى عهد دمياط وحياه من عهد |
|
فقد زادني ذكراه وجدا على وجد |
ولا زالت الأنواء تسقي سحابها |
|
ديارا حكت من حسنها جنة الخلد |
فيا حسن هاتيك الديار وطيبها |
|
فكم قد حوت حسنا يجلّ عن العدّ |
فلله أنهار تحف بروضها |
|
لكالمرهف المصقول أو صفحة الخد |
وبشنينها الريان يحكي متيما |
|
تبدّل من وصل الأحبة بالصدّ |
فقام على رجليه في الدمع غارقا |
|
يراعي نجوم الليل من وحشة الفقد |
وظلّ على الأقدام تحسب أنه |
|
لطول انتظار من حبيب على وعد |
ولا سيما تلك النواعير إنها |
|
تجدّد حزن الواله المدنف الفرد |
أطارحها شجوي وصارت كأنما |
|
تطارح شكواها بمثل الذي أبدي |
فقد خلتها الأفلاك فيها نجومها |
|
تدور بمحض النفع منها وبالسعد |
وفي البرك الغرّاء يا حسن نوفر |
|
حلا وغدا بالزهو يسطو على الورد |
سماء من البلور فيها كواكب |
|
عجيبة صبغ اللون محكمة النضد |
وفي شاطىء النيل المقدّس نزهة |
|
تعيد شباب الشيب في عيشه الرغد |
وتنشي رياحا تطرد الهمّ والأسى |
|
وتنشي ليالي الوصل من طيبها عندي |
وفي مرج البحرين جمّ عجائب |
|
تلوح وتبدو من قريب ومن بعد |
كأنّ التقاء النيل بالبحر إذ غدا |
|
مليكان سارا في الجحافل من جند |
وقد نزلا للحرب واحتدم اللقا |
|
ولا طعن إلا بالمثقفة الملد |
فظلا كما باتا وما برحا كما |
|
هما من جليل الخطب في أعظم الجهد |
فكم قد مضى لي من أفانين لذة |
|
بشاطئها العذب الشهيّ لذي الورد |
وكم قد نعمنا في البساتين برهة |
|
بعيش هنيء في أمان وفي سعد |
وفي البرزخ المأنوس كم لي خلوة |
|
وعند شطا عن أيمن العلم الفرد |
هناك ترى عين البصيرة ما ترى |
|
من الفضل والأفضال والخير والمجد |
فيا رب هيئ لي بفضلك عودة |
|
ومنّ بها في غير بلوى ولا جهد |
وبدمياط حيث كانت المدينة التي هدمت جامع من أجلّ مساجد المسلمين تسمية العامّة ، مسجد فتح ، وهو المسجد الذي أسسه المسلمون عند فتح دمياط.
أوّل ما فتح الله أرض مصر على يد عمرو بن العاص ، وعلى بابه مكتوب بالقلم الكوفيّ ، أنه عمر بعد سنة خمسمائة من الهجرة ، وفيه عدّة من عمد الرخام منها ، ما يعز وجود مثله ، وإنما عرف بجامع فتح لنزول شخص يقال له : فاتح به ، فقالت العامّة : جامع فتح.
وإنما هو : فاتح بن عثمان الأسمر التكروريّ ، قدم من مراكش إلى دمياط على قدم