أبي الحسام النعماني الأرسلاني المنذري ، أن أكتب له بسجل من توفّى وولد سلالته الكريمة ... [كاتب السجل] الفقير أبو بكر أحمد بن محمد الإصطخري الصيداوي ، وشهد الفقير أبو مسعود صالح بن أحمد بن محمد الميانجي بن القاسم الميانجي ، شهد الفقير خادم العلم والحديث بثغر صيدا الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع عفى عنه ، وشهد سليم بن وهبون بن دحية الصوري ، وشهد أبو النور مصطفى بن محمد بن شعثة الصيداوي ، وشهد الحسن بن محمد بن نصر الصيداوي ، وشهد مسرد بن علي الأملوكي غفر الله لهم أجمعين» (١).
٢ ـ معركة صيدا [٣٦٤ ه / ٩٧٤ م]
رأى هفتكين أن الفرصة مؤاتية ليقوم بتوسيع حكمه في ساحل الشام فاختار مهاجمة صيدا لينتقم من خصمه ظالم بن موهوب العقيلي الذي كان يقيم فيها بعد فراره من بعلبك (٢) ، فنازلها بمن اجتمع معه من الأتراك وغيرهم ، فتصدّى له وإليها أبو الفتح ابن الشيخ ومعه رؤساء ومشايخ من المغاربة وظالم العقيلي برجاله من العرب ، وقاتلوه أشدّ القتال ، وكتبوا إلى الأمير التنوخي تميم بن المنذر ليساعدهم برجاله ، وفيما كان يتجهّر للخروج إليهم ، خالفه ابن عمه الأمير درويش بن عمرو وانحاز إلى جانب هفتكين (٣).
ولمّا عجز هفتكين عن اقتحام صيدا أمام كثرة المدافعين عنها ، وامتناعهم بحصنها ، أعمل الحيلة والخداع ، فأظهر أنّه جزع من جموعهم
__________________
(١) السجل الأرسلاني : ص ٧٦ و ٧٧.
(٢) جاء في أخبار الأعيان ج ٢ ، ص ٣٥٤ : «فانهزم ابن مرهوب واختبأ عند الأمير تيمم وكتب ابن مرهوب إلى المعزّ يخبره فأمره أن يسمن في صيدا».
(٣) أخبار الأعيان : ج ٢ ، ص ٣٥٥.