أبلغ جذاما ولخما إن عرضت بهم |
|
والقوم ينفعهم علما إذا علموا |
والقوم عاملة الأثرين قل لهم |
|
قولا ستبلغه الوساجة الرّسم |
لأنتم في صميم الحقّ إخوتنا |
|
إذ يخلق الماء في الأرحام والنسم (١) |
ويعتبر عدي بن الرقاع العاملي جذاما ولخما قوما له ، يقول :
أبلغا قومنا جذاما ولخما |
|
قول من عزّهم إليه حبيب (٢) |
وعلى ما يبدو أن عاملة وجذام كانتا الأسبق إلى بلاد الشام ، وفي القرن الرابع الميلادي نزلت لخم لتجاورهما (٣) ، وسارت قبيلة سليح بن عمرو بن الحاف وعليهم الهدرجان بن مسلمة ، حتى نزلوا على بني أدينة بن السميدع بن عاملة (٤).
هذه القبائل شكّلت مجتمعة حلفا ثلاثيا لم يعكره الانتماء المذهبي المختلف بينها ، ولا الاختلاف السياسي ، وهذا ما سنظهره لاحقا.
ثالثا : ديانة عاملة قبل الإسلام
١ ـ عبادة الأصنام
كانت عبادة الأصنام هي العبادة الشائعة بين عرب شبه الجزيرة العربية ، وهذه العبادة سرت على القبائل السبئية الشامية ومن بينها عاملة. فكان لها صنم يدعى الأقيصر نصبته في مشارف الشام وكانت تحجّ إليه ويحلقون رؤوسهم عنده : يقول كحالة : «خرجوا من اليمن إلى الشام ، وأقاموا في
__________________
(١) مصادر الشعر الجاهلي : ص ٢٤٩.
(٢) ديوان عدي : ص ٦٥.
(٣) فلسطين في خمسة قرون : ص ٨.
(٤) العبر وديوان : ج ٢ ، ص ٥٠٤.