٢ ـ أن عاملة كانت موجودة في جبل الجليل بالأردن منذ سنة ٢٩٦ م وهذا يخالف ما قاله الدكتور مكّي بأنها امتدّت لاحقا [بعد القرن الثاني للهجرة] باتجاه جبل الجليل الأعلى (١) ، ويخالف قول عثامنة وشهيد بأنها انتقلت شمالا بعد القرن الرابع للميلاد (٢).
د ـ باسيل ال صور ي وبحيرا الراهب ١٥ ق. ب
كان بحيرا الراهب يسكن في بصرى الشام على الطريق التجارية بين شبه الجزيرة العربية ودمشق ، وكان من النصارى الموحّدين ومن المتبحرين في قراءة الكتب القديمة. إذ تحدثنا الكتب التاريخية أنه كان يمتلك كتابا من كتب شمعون الصفا عليهالسلام (٣) من إملاء النبي عيسى عليهالسلام يتحدّث عن صفات النبي البارقليط [أحمد] الذي سيخرج بدين إبراهيم عليهالسلام من أرض تهامة العرب.
ويذكر الواقدي شخصا من مدينة صور يدعى باسيل ، وهو ابن عم ملكها آنذاك ، كان يتردّد على بحيرا الراهب ، وقد شاهد النبي محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم في رحلته الثانية (٤) إلى الشام للاتجار بأموال السيدة خديجة. فماذا رأى؟ وما هي علاقته ببحيرا الراهب؟
يقول الواقدي : «وكان باسيل (٥) هذا ممن قرأ الكتب السالفة والأخبار
__________________
(١) منطلق الحياة الثقافية : ص ٤٣.
(٢) فلسطين في خمسة قرون : ص ٣٤٠.
(٣) كمال الدين : ج ١ و ٢ ، ص ١٨٤ ، الخرائج والجرائح : ج ٣ ، ص ١٠٨٧ ، البحار : ج ١٥ ، ص ١٩٦.
(٤) كانت هذه الرحلة سنة ١٥ قبل البعثة النبوية وعمره صلىاللهعليهوآلهوسلم ٢٥ سنة ، وقد بعث النبي في الأربعين راجع تهذيب تاريخ دمشق : ج ١ ، ص ٢٧٣.
(٥) لعل جبل باسيل إلى الجنوب الشرقي من ياثر ينسب إليه.