ويبدو أن هؤلاء قد استطاعوا الهرب من السجن فتتّبعهم أمير فلسطين حتّى ظفر بهم وقتلهم في ذي الحجّة سنة ٣٦ ه (١).
أما عبد الرحمن بن عديس ، أبو محمد البلوي ، فقد قتله إعرابي في جبل الجليل أيضا ، لما اعترف عنده بقتل عثمان ، يقول ابن عساكر بروايته عن عبد الرحمن بن عديس «قال : سمعت النبي يقول : سيخرج ناس من أمّتي يقتلون بجبل الجليل أو جبل لبنان ، فلمّا كانت الفتنة كان ابن عديس ممّن أخذه معاوية في الرهن ، فسجنهم بفلسطين فهربوا من السجن فأدركوا ، فأدرك فارس ابن عديس فقال له : ويحك أتّق الله في دمي ، فإني من أصحاب الشجرة ، قال : الشجر بالجبل كثير فقتله» (٢).
سادسا : جبل عاملة في خلافة الإمام علي عليهالسلام
[٣٥ ـ ٤٠ ه / ٦٥٥ ـ ٦٦٠]
١ ـ قرية شيعية عند جبل الشيخ
في كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي رواية مسندة إلى عمّار بن ياسر وزيد بن الأرقم تدلّ على أنه كان زمن خلافة الإمام علي عليهالسلام قرية في الشام عند جبل الثلج (٣) تسمّى أسعار أهلها من الشيعة الموالين للإمام عليهالسلام وقد قصد زعيم هذه البلدة وابنته وألف فارس من قومهم الإمام في الكوفة ، لحلّ معضلة ألمّت بالفتاة وكادت تؤدّي إلى فتنة بين قومها ، ولمّا رآهم
__________________
(١) النجوم الزاهرة : ج ١ ، ص ٩٥.
(٢) تاريخ دمشق : ج ٣٥ ، ص ١٠٨ و ١١٤ ، معجم البلدان : ج ٢ ، ص ١٥٧ وعبد الرحمن بن عديس البلوي ، صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وسمع منه ، شارك في فتح مصر ، وكان ممّن بايع تحت الشجرة ، قتل في جبل الجليل سنة ٣٦ ه ـ ولعلّ بلدة العديسة في جبل عامل في منطقة مرجعيون تنسب إليه.
(٣) أطلق المؤرّخون اسم جبل الثلج على جبل الشيخ راجع : أحسن التقاسيم ص ١٤٠.