هذا جزاء صديق |
|
لم يرع حقّ الصداقة |
سعى على دم حرّ |
|
محرّم فأراقه |
قال : وأنشدنا لنفسه أيضا :
مبارك بورك في الطول لك |
|
فأصبحت أطول من في الفلك |
ولو لا انحناؤك نلت السما |
|
ء ولكن ربّك ما عدّ لك» (١) |
ج ـ أبو من صور ال صوري
ذكره الثعالبي فقال : «كان هذا الصوري في عنفوان أمره معلما مرجوا يتكلّم من جنس صناعته. كما كتب إلى صديق له في التشوّق : كهيعص إني إليك حدّ صاد ، والصافات إن شوقي إليك فوق الصفات ، والحواميم إني من الحين في عذاب أليم ، ثم ارتفع عن التعليم إلى التأديب والشعر ، فكان يقول مثل قوله :
نثرت لآلي دمعها وجدا على |
|
ديباج خدّ في الدياجي أشرقا |
ما هذه العبرات يا بنة فارس |
|
لسنا بأوّل عاشقين تفرقا |
وقوله من قصيدة لم يعلق بحفظي إلّا البيت الأول منها :
تأخّر برد الماء عن كبد حرّى |
|
وهذا لهيب النار في مقلة عبرى |
قال (٢) : وأنشدني لنفسه :
من كف عنك شرّه |
|
فافعل به ما سرّه» (٣) |
__________________
(١) تاريخ دمشق : ج ٧ ، ص ٩٢ ، معجم الأدباء : ج ١٣ ، ص ١٥٧ و ١٥٩ ، المجموع : ص ٢٦٣ و ٢٦٤.
(٢) القول لمحمد بن علي بن عبد الله المعروف بالبغدادي ، ويروي عن الصوري للثعالبي.
(٣) تتمّة اليتيمة : ج ١ ، ص ٢٨ و ٢٩.