بعضها عن أبي عبد الله بن خالوية سنة ٣٩٤ ه (١). ووالده علي بن الحسين بن علي بن كوجك من أهل الأدب والشعر ، حدّث بطرابلس والساحل سنة ٣٥٩ ه ، وهو مادح سيف الدولة عندما فتح الحدث (٢).
قال أبو نصر : «وحفرنا معه (٣) ، يوما في «محرس غرق» (٤) بمدينة صيدا وفيه قبّة فيها مكتوب أسماء من حضرها وأشعار من جملتها :
رحم الله من دعا لأناس |
|
نزلوا ها هنا يريدون مصرا |
فرّقت بينهم صروف الليالي |
|
فتخلّوا عن الأحبّة قسرا |
فقال له قائل من جماعتنا : إنّ المائدة لا تقعد على رجلين ، ولا تستقر إلّا على ثلاثة ، فأجزلنا هذين البيتين بثالث ، فأطرق ساعة ثم قال : اكتبوا :
نزلوا والثياب بيض فلما |
|
أزف البين صرن بالدّمع حمرا |
وقال غيث بن علي الأرمنازي الصوري : «قالوا : أنا أبو نصر بن طلاب قال : كان بين الأستاذ وبين رجل كاتب لبني نزال (٥) إحن وبلاغات مستهجنة أوقعت بينهما العداوة بعد وكيد الصداقة ، وكان هذا الرجل يقال له أبو المنتصر مبارك الكاتب ، فهجاه الأستاذ بأشعار كثيرة وجمعها في جزء وكتب على ظهر الجزء شعرا له وهو :
__________________
(١) قال أبو نصر بن طلاب : «أملى علينا الأستاذ ، أبو عبد الله المحسن بن علي بن كوجك ـ بصيدا ـ وقرأته عليه في شهور سنة أربع وتسعين وثلاثمائة. راجع تاريخ دمشق : ج ٥٧ ، ص ٩٢.
(٢) معجم الأدباء : ج ١٣ ، ص ١٥٧ و ١٥٩.
(٣) الضمير يعدود إلى المحسن بن علي.
(٤) بالأصل ورد : عرق ، والمثبت عن معجم الأدباء ، وهو مكان لا نعلمه.
(٥) لعلّه مختار الدولة بن نزال الكتامي والي طرابلس ، راجع زبدة الحلب : ج ١ ، ص ٢١٥ ، ذكره الشاعر الصوري في ديوانه : ج ٢ ، ص ١٢. أو الأمير الشيعي فوز بن عبد الله بن نزال : الديوان : ج ٢ ، ص ١٠٣. أو رجاء بن مطهر بن نزال ، راجع الديوان : ج ٢ ، ص ١١٧.