الأصفهاني : «فشرع إرناط في إذالة (١) حصنه ، وإزالة وهنه ، وترميم مستهدمه ... وكان يبتاع من سوق عسكرنا الميرة ، ويكثر فيه من الذخيرة» (٢).
وبعد سنة من الحصار علم صلاح الدين بنواياه ، فقيّده وحمل إلى قلعة بانياس وتسلّم بالأمان شقيف أرنون (٣).
١١ ـ قتل المركيس صاحب صور [٥٨٨ ه / ١١٩٢ م]
في سنة ٥٨٨ ه قتل المركيس صاحب صور على يد رجلين من الشيعة الإسماعيلية.
فقد استضاف أسقف صور المركيس على الطعام ، وبعد تناوله الطعام نفّذت عملية القتل ، يقول الأصفهاني : «فأكل وتغدّى ، ما درى أنّه يتردّى ، وأكل وشرب ... فوثب عليه رجلان بل ذئبان أمعطان. وسكّنا حركته بالسكاكين ، ودكّاه عند تلك الدكاكين. وهرب أحدهما ودخل الكنيسة ، فحملوه ... فلما أبصره أحد الجارحين ، وثب إليه للحين. وزاده جرحا على جرح ، وقرحا على قرح. فأخذ الفرنج الرقيقين ، فألفوهما من الفدائية الإسماعيلية مرتدين ... وذكر عنهما أنهما تنصّرا منذ ستة أشهر ، ودخلا في ترهب وتطهّر ، ولزما البيع ، والتزما الورع. وخدم أحدهما ابن بارزان ، والآخر صاحب صيداء ، لقربهما من المركيس (٤) ... ثم علقا بركابه ، وفتكا
__________________
(١) إذالة : تقوية وتوسيع.
(٢) الفتح القسي : ص ٢٨٥ ، ٢٨٦.
(٣) المصدر السابق : ص ٢٥٩ ، الكامل : ج ٧ ، ص ٣٥٩ ، ٣٦٠. الروضتين : م ٢ ، ج ٢ ، ص ٤٢.
(٤) تخطيطهما ينمّ عن خبرة وذكاء.