إنّما أنا قاسم ، سل حاجتك (١) ، قال : تلحقني في العطاء ، فقال : قد ألحقناك في خمسين ، فسل (٢) حاجتك ، قال : تقضي عني ديني ، قال : قد قضينا عنك دينك ، فسل حاجتك ، قال : تحملني على دابة ، قال : قد حملناك على دابة ، فسل حاجتك ، قال : تلحق بناتي في العيال ، قال : قد ألحقنا بناتك في العيال ، فسل حاجتك قال : قد ألحقتني في العطاء ، وقضيت الدين عني ، وحملت على الدابة ، وألحقت البنات في العيال فأي شيء بقي؟ قال : قد أمرنا لك بخادم فخذها من عند أخيك الوليد بن هشام.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت : أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن جعفر ، حدّثنا عبيد الله بن سعد الزهري ، حدّثنا الهيثم بن خارجة ، حدّثنا المعافى بن عمران (٣) عن الأوزاعي عن القاسم بن مخيمرة.
أنه دخل على عمر بن عبد العزيز ففرض له ـ قال : وأظنه أمر له بغلام ـ فقال : الحمد لله الذي أغناني عن التجارة ، قال : وكان إذا شارك رجلا فربح أخذ حصته من الربح وجلس فيأكلها حتى تفنى.
قال : وسمعت القاسم بن مخيمرة يقول : إنّي لأغلق بابي وما يجاوزه (٤) همي.
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود ، أنبأنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز ، حدّثنا أبو سهل محمود بن عمر ، حدّثنا أبو طالب بن شهاب ، حدّثنا يزيد بن الهيثم الباذا ، صبح ، حدّثنا المعافى عن الأوزاعي قال :
أتى القاسم بن مخيمرة عمر بن عبد العزيز ففرض له وأمر له بغلام ، فقال : الحمد لله الذي أغناني عن التجارة ، قال : وكان له شريك ، كان إذا ربح قاسم شريكه ثم يقعد في بيته لا يخرج حتى يأكله ، وكان يقول : إذا أغلقت بابي فما لي همّ خلف بابي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان (٥) ، حدّثني العباس بن الوليد بن
__________________
(١) بالأصل وم و «ز» : من قوله : فقال سل حاجتك .. إلى هنا مكرر والمثبت يوافق ما جاء في تهذيب الكمال وسير الأعلام.
(٢) بالأصل : سل ، والمثبت عن م و «ز» ، والمصدرين.
(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ١٩٥ والذهبي في سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٠٣.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : يتجاوزه.
(٥) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢١٢.