فكلّموه ، فقال لعبادة بن الصامت : أما أنت يا أبا الوليد [فلك](١) عليّ الفضل والعافية (٢) وقد كنت أرغب بك عن هذا الموطن ، وأما أنت يا أبا الدّرداء فلقد كاد (٣) وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن تسبق (٤) إسلامك ، ثم أسلمت ، فكنت من صالحي المؤمنين ، وأما أنت يا عمرو بن العاص فلقد أسلمنا وجاهدنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم [وأنت](٥) أضلّ من جمل أهلك ، وأما أنت يا أم حرام فإنّما أنت امرأة عقلك (٦) عقل امرأة ورأيك رأي امرأة فما (٧) أنت وهذا؟
قال : فقال عبادة : لا جرم ، لا جلست مثل هذا المجلس.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال (٨) : قرأت على أبي هذا الحديث فأقرّ به (٩) ، حدّثني مهدي بن جعفر الرملي ، حدّثنا ضمرة (١٠) عن أبي زرعة السّيباني (١١) عن قتير (١٢) حاجب معاوية قال :
كان أبو ذرّ يعاند (١٣) لمعاوية ، قال : فشكاه إلى عبادة بن الصامت وإلى أبي الدّرداء ، وإلى عمرو بن العاص ، وإلى أم حرام ، فقال : إنّكم قد صحبتم كما صحب ، ورأيتم كما رأى ، فإن رأيتم أن تكلّموه ثم أرسل إلى أبي ذرّ ، فجاء ، فكلّموه ، فقال : أما أنت يا أبا ذرّ فقد أسلمت قبلي ولك السنّ والفضل عليّ ، وقد كنت أرغب بك عن مثل هذا المجلس ، وأما أنت يا أبا الدّرداء فإن كادت وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن تفوتك ، ثم أسلمت فكنت من صالحي المسلمين ، وأما أنت يا عمرو بن العاص فقد جاهدتك (١٤) مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأما أنت يا أم حرام فإنما أنت امرأة وعقلك عقل امرأة ، وما أنت وذاك؟ قال : فقال عبادة : لا جرم ، لا جلست مثل هذا المجلس أبدا.
__________________
(١) بياض بالأصل ، والمثبت عن م و «ز».
(٢) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : السابقة.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» : «كاد» والوجه : كادت.
(٤) الأصل : يسبق ، وبدون إعجام في م ، والمثبت عن «ز».
(٥) زيادة عن م و «ز».
(٦) الأصل : عقله ، والمثبت عن م و «ز».
(٧) الأصل : «بما» والمثبت عن م و «ز».
(٨) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٨ / ٧٠ رقم ٢١٣٦٧ (مسند الأنصار) ، ط. دار الفكر.
(٩) الذي بالأصل : «؟؟؟» والتصويب عن م والمسند.
(١٠) الأصل : حمزة ، والمثبت عن م ، والمسند ، و «ز».
(١١) الأصل وم و «ز» والمسند : الشيباني ، تصحيف.
(١٢) في المسند : قنبر.
(١٣) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» والمسند : يغلظ.
(١٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المسند : جاهدت.