أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد الشيباني ، أنبأنا أبو طالب بن غيلان ، حدّثنا أبو بكر الشافعي ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق ، حدّثنا محمّد بن سهل ، حدّثنا ابن أبي مريم ، أنبأنا يحيى بن أيوب ، حدّثني جعفر بن ربيعة ، وعمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثهما أن أبا حمزة الحميري حدّثه : سمع جابر بن عبد الله.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثهم بعثا عليهم قيس بن سعد بن عبادة ، فجهدوا ، فنحر لهم قيس تسع ركائب ، قال عمرو في حديثه : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الجود لمن شيمة أهل ذلك البيت» [١٠٥٨٠].
قال إبراهيم : لم يكن قيس بن سعد أمير هذا الجيش إنّما كان أبو عبيدة ، وقيس معه كذلك.
أخبرني محمّد بن صالح عن محمّد بن عمر قال : وحدّثني داود بن قيس ، وإبراهيم ابن محمّد الأنصاري ، وخارجة بن الحارث ، قالوا :
بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبا عبيدة في سرية فيها المهاجرون والأنصار ، ثلاثمائة رجل إلى ساحل البحر إلى حيّ من جهينة ، فأصابهم جوع شديد ، فقال قيس بن سعد : من يشتري مني تمرا بجزر ، يوفيني الجزر هاهنا وأو فيه التمر بالمدينة ، فجعل عمر (١) يقول : واعجباه لهذا الغلام ، لا مال له يدين فيما لغيره ، فوجد رجلا من جهينة فقال قيس : بعني جزرا أوفيك سقة (٢) من تمر بالمدينة ، قال الجهني : والله ما أعرفك ، فمن أنت؟ قال : أنا ابن سعد بن عبادة بن دليم قال الجهني : ما أعرفني بنسبك ، وذكر كلاما ، فابتاع منه خمس جزائر كلّ جزور بوسق من تمر ، فشرط عليه البدوي تمر دخرة (٣) مصلّبة (٤) من تمر آل دليم ، يقول قيس : نعم ، قال : فأشهد لي ، فأشهد له نفرا من الأنصار ، ومعهم نفر من المهاجرين ، قال قيس : أشهد من تحبّ ، فكان فيمن أشهد عمر بن الخطّاب ، قال عمر : ما أشهد ، هذا يدين ولا مال له إنّما المال لأبيه ، قال الجهني : والله ما كان سعد ليخني (٥) بابنه في وسقة من تمر ، وأرى وجها حسنا ، وفعالا شريفا ، وكان بين عمر وقيس كلام حتى أغلط لقيس ، وأخذ الجزر
__________________
(١) بالأصل : عمرو ، والمثبت عن م و «ز».
(٢) الأصل وم : «وسقه» والصواب عن «ز» ، والسّقّة جمع وسق وهو الحمل.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وسيرد في رواية مغازي الواقدي : ذخيرة.
(٤) مصلبة : صلب أي يبس (القاموس).
(٥) أي يسلمه ويخفر ذمته (النهاية).