عدن ، والجند ، ثم صنعاء إلى عمل الطائف ، إلى الأحسية وعليب ، وعامله المسلمون بالبقية ، وعامله أهل الردة بالكفر والرجوع عن الإسلام ، وكان خليفته في مذحج عمرو بن معدي كرب ، وأسند أمور (١) الناس إلى نفر ، فأما أمر جنده فإلى قيس بن عبد يغوث ـ وأسند أمور الأبناء إلى فيروز وداذويه.
فلما أثخن في الأرض استخف بقيس وبفيروز وداذويه ، فتزوج امرأة شهر ، وهي ابنة عم فيروز ، فبينا نحن كذلك بحضرموت ، ولا نأمن أن يسير إلينا الأسود أو يبعث إلينا جيشا ، أو يخرج بحضرموت خارج يدّعي بمثل ما ادّعى به الأسود ، فنحن على ظهر ، تزوج معاذ إلى بني نكر (٢) حي من السكون ، امرأة أخوالها بنو (٣) زنكبيل ، يقال لها رملة فحدبوا علينا لصهره ، وكان معاذ بها معجبا ، فإن كان ليقول فيما يدعو الله به اللهم ابعثني يوم القيامة مع السكون ، ويقول أحيانا اللهم اغفر للسكون إذ جاءتنا كتب النبي صلىاللهعليهوسلم يأمرنا فيها أن نبعث الرجال لمجاولته (٤) ومصاولته (٥) ، وأن نبلغ كل من رجا عنده شيئا من ذلك عن النبي صلىاللهعليهوسلم فقام معاذ في ذلك بالذي أمر به ، فعرفنا القوة ، ووثقنا بالنصر (٦).
قال : ونا سيف (٧) ، نا المستنير (٨) بن يزيد ، عن عروة بن غزية الدّثيني ، عن الضحاك ابن فيروز ، عن جشيش (٩) بن الديلمي قال :
قدم علينا وبر بن يحنّس بكتاب النبي صلىاللهعليهوسلم يأمرنا فيه بالقيام على ديننا ، النهوض في الحرب ، والعمل في الأسود : إما غيلة وإما مصادمة ، وأن نبلغ عنه من رأينا عنده نجدة أو دينا ، فعلمنا في ذلك ، فرأينا أمرا كثيفا ، ورأيناه قد تغيّر لقيس بن عبد يغوث ـ وكان على جنده ـ فقلنا : نخاف على دمه ، فهو لأول دعوة ، فدعوناه وأثبتناه الشأن ، وأبلغناه عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، فكأنما وقعنا عليه من السماء ، وكان في غمّ وضيق بأمره ، فأجابنا إلى ما أحببنا من ذلك ،
__________________
(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الطبري : وأسند أمره إلى نفر.
(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الطبري : «بكرة» وبهامشه عن نسخة : «نكره».
(٣) بالأصل وم و «ز» : بني ، والمثبت عن الطبري.
(٤) الأصل وم و «ز» : لمحاولته ، والمثبت عن الطبري.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «ومصادمته» وفي الطبري : أو لمصاولته.
(٦) في «ز» : ووفقنا بالبصر.
(٧) رواه الطبري في تاريخه ٣ / ٢٣١ ـ ٢٣٢.
(٨) في «ز» : المسيب ، تصحيف.
(٩) الأصل : حشيش ، والمثبت عن «ز» ، والطبري ، وم.