الحسن بن علي القطان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطار ، أنبأنا إسحاق بن بشر قال : قالوا هؤلاء بإسنادهم.
إن أبا بكر أوصى أبا عبيدة بقيس بن هبيرة بن مكشوح المرادي وقال : إنه قد صحبك رجل عظيم الشرف ، فارس من فرسان العرب ، لا أظن له حسنة ، ولا عظيم نية في الجهاد ، وليس بالمسلمين غناء عن رأيه ومشورته وبأسه في الحرب ، فادنه وألطفه وأره أنك عنه غير مستغن ، فإنك مستخرج بذلك نصيحته وجهده ، وجدّه على عدوك ودعا أبو بكر قيس بن هبيرة بعد ما مضى أبو عبيدة فقال له : إنّي قد بعثتك مع أبي عبيدة الأمين الذي إذا ظلم لم يظلم ، وإذا أسيء إليه غفر ، وإذا قطع وصل ، رحيم بالمؤمنين شديد على الكافرين ، فلا تعصه ، فإنه لن يأمرك إلّا بخير ، وقد أمرته أن يسمع منك فلا تأمره إلّا بتقوى الله ، وقد كنا نسمع أنك سائس حرب ، وذلك في زمان الشرك (١) والجاهلية الجهلاء ، ليس فيها إلّا الإثم والكفر ، فاجعل بأسك اليوم في الإسلام على من كفر بالله وعبد غيره ، فقد جعل الله لك فيه الأجر العظيم ، والعزّ للمؤمنين ، قال : فقال له قيس : إن بقيت وبقيت لك فسيبلغك من حيطتي على المسلم ، وجهادي المشرك ما يسرّك ويرضيك ، فقال أبو بكر : مثلك فعل هذا ، قال : فلما بلغه مبارزة البطريقين بالجابية وقتله إياهما قال : صدق قيس ووفى (٢)(٣).
أخبرنا (٤) أبو القاسم إسماعيل بن أبي بكر ، أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر ، أنبأنا أبو الحسن (٥) الحمامي ، أنبأنا أبو علي بن الصّواف ، حدّثنا أبو محمّد الحسن بن علي القطان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطار ، حدّثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال :
وأمدّهم ـ يعني أبا عبيدة بن الجرّاح لأهل القادسية بتسعة عشر رجلا ممن شهد اليرموك ، منهم : عمرو بن معدي كرب الزبيدي ، وطليحة بن خويلد الأسدي ، وهاشم بن عتبة بن أبي وقّاص الزهري ، والأشعث بن قيس الكندي ، وقيس بن مكشوح المرادي.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنبأنا أبي أبو يعلى.
__________________
(١) بالأصل : الشرط ، والمثبت عن م.
(٢) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م.
(٣) كتب فوقها بالأصل : إلى.
(٤) الخبر السابق ، سقط من «ز».
(٥) في «ز» : الحسين ، تصحيف.