جملة (١) ما يبقى من ماء الفرات بعد ما يتفرق في الانهار ، الى سقي أعمال السواد فيصب الى دجلة أسفل واسط. وطول الفرات منذ [ان](٢) يطلع في بلاد الاسلام الى أن يأتي بغداد ستمائة وثلاثة وعشرون ميلا.
من هذا الاقليم أيضا النهر الذي يمر بين البحر وحروار ، من بلاد أرمينية ، ويصير الى مدينة بروغة. أوله عين يأخذ منها ويمر بهذه المواضع الى أن يصب الى البحر ، ومن أوله الى مصبه في البحر الحروري نحو سبعمائة ميلا ، ويعرف هذا النهر بطورا ، وجرية من جهة المغرب الى الشرق ومنحرفا نحو الجنوب ، وفي هذا الاقليم أيضا عند عرض أربعة وأربعين جزءا وثلثي جزء ، طوله (٣) ثمانية وخمسون جزءا. وثلثي جزء. لا يجري فيها نهر.
وأما الاقليم السابع ، ففيه ثمانية وعشرون نهرا كبارا وصغارا منها نهر جيحان الذي طوله ستون جزءا وعرضه ستة وأربعون جزءا ، آخذ (٤) نحو الجنوب حتى يمر بمركز مدينة سلمية من بلد الروم ، ويمر بين جبلين منحرفا نحو المغرب الى ان يصير (٥) الى مدينتين كانتا للروم ، ثم صارت إحداهما ثغرا من ثغور المسلمين وهما في هذا الوقت خراب ، يقال لهما نوسا وزبطرة ، فيمر فيما بينهما. ثم يمر من بين جبلين راجعا الى ما كان عليه من قصد ناحية الجنوب ، حتى يمر بثغر المصيصة فيما بين هذا الثغر وجبل اللكام. ثم يصب في البحر الشامي ، وطول (٦) هذا النهر من ابتدائه ، الى موضع مصبه سبعمائة ونيف وثلاثون ميلا.
__________________
(١) في النسخ الثلاث : جله.
(٢) كلمة يقتضيها سياق الكلام.
(٣) في الاصل : حول : واثبتنا ما في س.
(٤) في س : اخذ.
(٥) في س ، ت : الى مهران يصير.
(٦) في س ، ت : بعول.