يبقى (١) فيها الماء ، بعد انفاق المال على أيدي ثقاتك ، فأجابه الى ذلك فحصلت له أرضون وطساسيج كثيرة ، فحفر النهرين المسمين بالسبين (٢) وتألف الاكرة (٣) والمزارعين وعمر تلك الارضين ، والجأ الناس أيضا اليه كثيرا من أرضيهم المجاورة لها ، طلبا للتعزز به.
فلما قامت الدولة العباسية وقبضت أموال بني أمية ، أقطع جميع السيبين داود بن علي بن عبد الله بن العباس ، وابتيع (٤) ذلك من ورثته فيما بعد فصار في عداد الضياع السلطانية.
وسبب ايغار يقطعين ، ولم يكن له ذكر في أيام الفرس ولا فيما سميناه من أرض السواد على عهدهم ، ان يقطين صاحب الدعوة أو غرت له ضياع من عدة طساسيج ، ثم صار ذلك الى السلطان فنسب الى ايغار يقطين.
ونهر الصلة ، أمر المهدي ان يحفر من أعمال واسط فحفر وأحيى ما عليه من الارضين ، وجعلت غلته لصلات أهل الحرمين والنفقات هناك. وحكي انه كان شرط لمن يؤلف عليه من المزارعين أن يقاسموا عليه على الخمسين ، خمسين سنة فاذا انقضت الخمسون لم يجروا على الشرط المشترط عليهم.
واذا أتينا على أمر السواد وأعماله فنتبع ذلك بالأحواز ، اذ (٥) كانت تلي أعمال السواد من جهة المشرق ، فنقول : ان الاهواز ، سبع كور ، أولها من حد البصرة كورة (٦) سوق الأحواز ، ومما يلي المذار كورة نهر تيري
__________________
(١) في الاصل : تبقى.
(٢) في الاصل ، س : بالسبلين.
(٣) الاكرة : العمال الزراعيين.
(٤) في النسخ الثلاث : واتبع.
(٥) في النسخ الثلاث : أن.
(٦) في س : كور.