ولا يتعاملوا به فما زال (١) أمرهم جاريا على هذا في خلافة أبي بكر ، فلما استخلف عمر ، قيل : انهم أصابوا الربا وكثروا فخافهم على الاسلام ، فأجلاهم ، وكتب لهم بأن من وقعوا بأرضه من أهل العراق ، والشام فليوسع لهم من خريب (٢) الارض ، وقال قوم : من خريب الارض ما اعتملوا من شيء فهو لهم فكان أرضهم باليمن ، فتفرقوا فنزل بعضهم (٣) النجرانية بناحية الكوفة ، ودخل يهود نجران مع النصارى في الصلح اذ كان اليهود كالاتباع لهم. فلما استخلف عثمان بن عفان ، كتب الى الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهو عامله على الكوفة «أما بعد فان العاقب ، والاسقف ، وسراة أهل نجران ، أتوني بكتاب رسول الله عليه السلام ، وأروني شرطا من عمر ، وقد سألت عنه أبن حنيف (٤) فأنبأني انه كان بحث عن أمرهم فوجده ضارا للدهاقين لروعهم (٥) عن أرضهم ، واني قد وضعت عنهم من جزيتهم مائتي حلة لوجه الله وعقبى لهم (٦) من أرضهم ، واني أوصيك بهم فأنهم قوم لهم ذمة». فكان صاحب النجرانية بالكوفة يبعث رسله الى جميع من بالشام (٧) والنواحي من أهل نجران يجبونهم ما يقسمه (٨) عليهم لاقامة الحلل فلما كانت أيام معاوية أو يزيد شكوا اليه
__________________
(١) في الاصل : فما ان زال : والصحيح ما أثبتناه.
(٢) خريب أو خرث ، يعني يقطعهم من الارض التي لا زرع فيها ولا شجر وليست في يد احد في س ، حرث.
(٣) جاء في فتوح البلدان : فنزل بعضهم الشام ونزل بعضهم النجرانية ص ٧٧.
(٤) يقصد به : عثمان بن حنيف.
(٥) في س ، ت : لردههم.
(٦) في س ، ت : عن.
(٧) في فتوح البلدان ص ٧٨ : مالا يقسمه.
(٨) جاء في فتوح البلدان ص ٧٨ (أزددنا نقصنا وضعفا).