فتح بصرى قصبة حوران
قالوا : لما قدم خالد بن الوليد على المسلمين ببصرى (١) ، اجتمعوا عليها والصقوا بها وحاربوا بطريقها حتى الجأوه وكماة أصحابه اليها. ثم ان أهلها صالحوه على أن يؤمنوا على دمائهم ، وأموالهم ويؤدوا الجزية ، وزعم بعض الرواة ، ان أهل بصرى صالحوا على أن يؤدوا عن (٢) كل حالم دينارا ، وجريب حنطة. وافتتح المسلمون جميع أرض كورة حوران ، وغلبوا عليها. واتاهم صاحب اذرعات فطلب الصلح ، على مثل ما صولح عليه اهل بصري ، وعلى أن جميع أرض الثنية (٣) أرض خراج ، وسار يزيد بن أبي سفيان الى عمان ففتحها فتحا يسيرا على مثل صلح بصرى ، وغلب على ارض البلقاء ، وتوجه ابو عبيدة بن الجراح في جماعة كثيفة من المسلمين من أصحاب الامراء ضموا اليه ، فأتى مآب من أرض البلقاء ، وبها جمع العدو ، فافتتحها صلحا على مثل صلح بصرى ، وكان أبو عبيدة أمير الناس ، حتى فتحت مدينة دمشق ، الا ان الصلح كان لخالد بن الوليد واجاز ابو عبيدة صلحه.
يوم اجنادين
ثم كانت واقعة اجنادين فشهدها من الروم زهاء مائة الف سرب هرقل أكثرهم ، وتجمع باقوهم من النواحي ، وهرقل يومئذ مقيم بحمص فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا ، ثم ان الله هزمهم ومزقهم كل ممزق ، وقتل المسلمون منهم خلقا ، واستشهد يومئذ من المسلمين جماعة (٤) وابلى خالد بن الوليد بلاء حسنا.
__________________
(١) في النسخ الثلاث : بصرى.
(٢) في الاصل ، س : على ، وفي ، ت عن.
(٣) في س : البثينة.
(٤) ومن اشهر الذين استشهدوا في هذه الموقعة ، عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ابن هاشم وعمر بن سعيد بن الغامر بن أمية ، واخوه ابان بن سعيد.