العدل ، والعدل ينتج التآلف ، والتآلف ينتج الكرم ، والكرم ينتج المؤانسة ، والمؤانسة تنتج الصداقة ، والصداقة تنتج البذل ، والبذل والمؤساة توجب الذبّ والمحاماة ، وفي ذلك اقامة السنة وعمارة الدنيا وهو موافق للطبيعة ، وكفى بالطبيعة التي هي قوة الباري ، ففي جميع الموجودات في أصلاح جميع الامور الفاسدة المضطربة ، وطلب الذكر من غير جهته ينتج الحسد ، والحسد ينتج الكذب ، والكذب أصل المذام كلها ، وان الكذب ينتج النميمة ، والنميمة تنتج البغضاء ، والبغضاء (١) تنتج الجور ، والجور ينتج (٢) التصادم ، والتصادم ينتج الحقد ، والحقد ينتج المنازعة ، والمنازعة تنتج العداوة ، والعداوة تنتج المحاربة ، والمحاربة تنقض السنة وتذهب بالعمارة ، وهذا مخالفة الطبيعة ، ومخالفة الطبيعة فساد الامر كله ، وقد ينازع النفس أيضا منازع غليظ المؤونة وهو الشهوة المفرطة ، وينتج افراط الشهوة الميل الى البدن وتضييع اصلاح خواص النفس وقواها ، فان الميل الى الجسد ينتج الاهتمام المفرط ، وافراط الاهتمام ينتج البخل ، والبخل ينتج محبة اليسار ، وحب اليسار يدعوا الى النذالة ، والنذالة تنتج الطمع ، والطمع ينتج الخيانة ، والخيانة أصل السرقة ، والسرقة تهتك المروة ، ومنها تنشى المحاربة التي الف بعدها بالحقيقة ، والمحاربة أصل لنقض الدين وزوال التآلف ، وخراب الدنيا وفناء عمارتها ، وذلك مخالف لارادة الباري ومشيئته ، وقد ينازع النفس أيضا منازع ، ليست مؤونته بالسهلة وهو النهم لان النهم ينتج الدنأة ، والدنأة تنتج سقوط الهمة ، وسقوط الهمة تنتج الميل الى المحقرات ، وذلك هتك كل فضلة ، ومن هذه الافة تحدث الاوجاع العظيمة ، والآلام المؤذية والاسقام المزمنة والفجور ، وما
__________________
(١) مكررة في ت.
(٢) مكررة في س.