وأمره ، أن يديم عرض جنده حتى يعلم علمهم ويطلع على حقيقة أمرهم ، ويلزمهم مراكبهم.
وأمره أن يشرف على مراقبه ومحارسه ، حتى يحكم أمر المرتبين فيها ويدر عليهم أرزاقهم ، ولا يتأخر (١) عنهم بشيء منها.
وأمره أن يتفقد أمر المراكب المنشأة حتى يحكمها ويجود آلاتها ، ويتخير الصناع لها ، ويشرف على ما كان منها في الموانيء ، ويرفعها من البحر الى الشاطئ في المشاتي ، وهيج الرياح المانعة من الركوب فيها.
وأمره ، أن تكون فواثيره (٢) وعيونه الذين يبعث بهم ، ليعرف أخبار عدوه من ذوي الصدق (٣) ، والنصيحة ، والدين ، والامانة والخبرة ، بالبحر وموانيه ، ودخلاته ومخابئه ، حتى لا يأتوا الا بالصدق من الخبر ، والصحيح من الاثر ، وان رهقتم من مراكب العدو ومما لا قوام لكم به ، فانحازوا الى المواضع التي يعرفونها ، ويعلمون النجاة بالانحياز اليها.
وأمره أن لا يدخل في النفاطين ، والنواتية والقذافين ، ولا في غيرهم ، من ذوي الصناعات والمهن في المراكب ، الا من كان طبا ماهرا ، حاذقا صبورا معالجا ، وأن يكون من يحمله معه في المراكب ، أفاضل الجند وخيار الاولياء ، أصدق نية واحتسابا وجرأة ، على العدو وارتكابا.
__________________
(١) في س : ولا تتأخر.
(٢) الفواثير : م فاثور وهم الجماعة في الثغر يذهبون خلف العدو في الطلب. وكذلك الجاسوس.
(٣) في س : ذوي الصداقة.