وحدّث عن أبي الحسين بن النقور ، وأبي القاسم بن المحب ، وأبي القاسم بن البسرى ، ومسعود بن ناصر ، وخلق كثير.
وقدم دمشق طالبا للحديث سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ، فسمع بها من : أبي القاسم ابن أبي العلاء وغيره ، وسمع بمصر : إبراهيم بن سعيد الحبّال ، وأبا الحسن الخلعي وغيرهما.
روى عنه : أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد المعاوي الأبيوردي ، وحدّثنا عنه أبو البركات الأنماطي ، وأبو نصر اليونارتي ، وأبو المعمّر الأنصاري ، وكانت له مصنفات كثيرة إلّا أنه كان كثير الوهم ، وله شعر حسن مع أنه كان لا يحسن النحو. وصنّف كتابا في المختلف والمؤتلف فيما اتفق لفظه واختلف أصله ، وسمعت أبا القاسم إسماعيل بن محمّد ابن الفضل الحافظ يقول : أحفظ من رأيت محمّد بن طاهر (١).
أخبرنا أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم قال : سمعت الحافظ أبا الفضل محمّد بن طاهر المقدسي يقول (٢) : بلت الدم في طلب الحديث مرّتين : مرة ببغداد ، ومرة بمكة ، وذلك أنّي كنت أمشي حافيا في حرّ الهواجر بهما فلحقني ذلك ، وما ركبت قط دابّة في طلب الحديث ، وكنت أحمل كتبي على ظهري إلى أن استوطنت البلاد ، وما سألت في حال الطلب أحدا ، وكنت أعيش على ما بي (٣) من غير مسألة ، والله ينفعنا به ويجعله خالصا لوجهه.
أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري ، قال : قال لنا أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الأديب الشيرازي قال : قال أبو عبد الله محمّد ابن عبد الله [الحاكم](٤) الحافظ : القسم الأول : من المتّفق عليها اختيار البخاري ومسلم ، وهو الدرجة الأولى في الصحيح ، ومثاله الحديث الذي يرويه الصحابي المشهور عن الرسول صلىاللهعليهوسلم وله راويان ثقتان ، ثم يرويه عنه التابعي المشهور بالرواية عن الصحابي وله راويان ثقتان ، ثم يرويه عنه من اتباع التابعين الحافظ المتقن المشهور وله رواة من الطبقة الرابعة ، ثم يكون شيخ البخاري أو مسلم حافظا متقنا مشهورا بالعدالة ، فهذه الدرجة الأولى من الصحيح.
__________________
(١) رواه عن ابن عساكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٦٣.
(٢) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٦٣.
(٣) في سير أعلام النبلاء : على ما يأتي.
(٤) زيادة عن «ز».