المدينة فكان عنده ليلة في سمره فقال عبد الواحد لأصحابه : إنّي أهم أن أتزوج أفلا أبغوني (١) أيما فقال له الرماح أنا أدلك أصلحك الله أيها الأمير قال : وعلى من يا أبا الشّرحبيل؟ قال : قدمت عليك أصلحك الله فلمّا دخلت مسجدكم إذا أشبه شيء به وبمن فيه الجنة وأهلها ، فو الله لبينا أنا فيه أمشي ، إذ قادتني رائحة عطر رجل وقفت عليه فلما وقع عليه بصري استلهاني حسسه (٢) فما أقلعت عنه حتى تكلم ، فما زال يتكلم كأنما يتلو زبورا ، أو يدرس إنجيلا ، أن يقرأ قرآنا حتى سكت ، فلولا معرفتي بالأمير ما شككت أنه هو خرج من داره إلى مصلّاه ؛ فسألت من هو؟ فأخبرت أنه بين الحيّين للخليفتين ، وأنه قد نالته ولادة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم مرتين والنور ساطع بين عينيه ...... (٣) ونعم حشو (٤) الرجل وابن العشيرة أن اجتمعت أنت وهو على ولد ساد العباد [وجاب ذكره البلاد](٥) قال : فلما قضى ابن ميادة كلامه قال عبد الواحد ومن حضره : ذلك محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ولد فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنه يا أبا شرحبيل [فقال ابن ميادة :
لهم نبوة لم يعطها الله غيرهم](٦) |
|
وكل قضاء الله فهو مقسم |
أخبرنا أبو القاسم علي بن أبي الحسين (٧) ، وأبو الحسن بن أبي العباس وأبو تراب حيدرة بن أحمد الأنصاري المقرئ ، قالوا : نا ـ وأبو منصور (٨) بن خيرون المقرئ ، أنا ـ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ (٩) ، أنا علي بن عبد العزيز الطاهري ، أنا علي بن عبد الله بن العباس [بن المغيرة](١٠) الجوهري ، نا أحمد بن سعيد الدمشقي حدّثني الزبير بن بكار ، حدّثني (١١) عبد الملك بن عبد العزيز ، عن أبي السائب قال : احتجت إلى لقحة (١٢) فكتبت إلى محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أن يبعث إليّ لقحة ، وإنّي
__________________
(١) غير مقروءة في «ز» ود ، والمثبت عن الأغاني ، وفيها : فابغوني.
(٢) كذا رسمها في د ، و «ز» ، ولعلها : «حسبه» أو «حسنه» وفي الأغاني : حسنه.
(٣) بياض في «ز» ود وفي الأغاني : لها نور ساطع من غرته وذؤابته فنعم المنكح.
(٤) في د ، و «ز» : «حس» والمثبت عن الأغاني.
(٥) بياض في د ، و «ز» والمستدرك عن الأغاني.
(٦) بياض في «ز» ، ود ، وما بين معكوفتين استدرك عن الأغاني. والنبوة : ما ارتفع من الأرض ، كناية عن العلو والارتفاع.
(٧) كذا في «ز» ، وفي د : «الحسن» ولعله : ابن أبي الجن.
(٨) في د : الخصيب ، وبعدها بياض.
(٩) تاريخ بغداد ٥ / ٣٨٦.
(١٠) بياض في «ز» ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(١١) إلى هنا ينتهي البياض في د.
(١٢) اللقحة ، واحدة اللقاح وهي التي تنتج في أول الربيع.