الْمُسْتَقِيمَ ، وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ ، سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ ، إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ ، أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ ، اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ، فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ، إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ ، وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ، سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ ، إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ، إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ ، ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ، وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ، وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ).
(الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) : تعبد القبط لهم ، ثم خوفهم من جيش فرعون ، ثم البحر بعد ذلك ، والضمير في (وَنَصَرْناهُمْ) عائد على موسى وهارون وقومهما ؛ وقيل : عائد على موسى وهارون فقط ، تعظيما لهما بكناية الجماعة. و (هُمُ) : يجوز أن يكون فصلا وتوكيدا أو بدلا. و (الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ) : التوراة ، كما قال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ) (١). و (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) : هو الإسلام وشرع الله. و (إِلْياسَ) ، قال ابن مسعود وقتادة : هو إدريس عليهالسلام. ونقلوا عن ابن مسعود ، وابن وثاب ، والأعمش ، والمنهال بن عمر ، والحكم بن عتيبة الكوفي أنهم قرأوا : وإن إدريس لمن المرسلين ، وهي محمولة عندي على تفسيرة ، لأن المستفيض عن ابن مسعود أنه قرأ : (وَإِنَّ إِلْياسَ) ، وأيضا تفسيره إلياس بأنه إدريس لعله لا يصح عنه ، لأن إدريس في التاريخ المنقول كان قبل نوح. وفي سورة الأنعام ذكر إلياس ، وأنه من ذرية إبراهيم ، أو من ذرية نوح على ما يحتمله قوله تعالى : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا) (٢) ، (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ) (٣) ، وذكر في جملة هذه الذرية إلياس ، وقيل : إلياس من أولاد هارون. قال الطبري : هو إلياس بن ياسين ابن فنحاص بن العيزار بن هارون. وقرأ الجمهور : (وَإِنَّ إِلْياسَ) ، بهمزة قطع مكسورة. وقرأ عكرمة ، والحسن : بخلاف عنهما ؛ والأعرج ، وأبو رجاء ، وابن عامر ، وابن محيصن : بوصل الألف ، فاحتمل أن يكون وصل همزة القطع ، واحتمل أن يكون اسمه يأسا ، ودخلت عليه أل ، كما دخلت على أليسع. وفي حرف أبيّ ومصحفه : وإن إبليس ، بهمزة مكسورة ، بعدها ياء ساكنة ، بعدها لام مكسورة ، بعدها ياء ساكنة وسين مفتوحة. وقرىء : وإن أدراس ، لغة في إدريس ، كأبراهام في إبراهيم.
__________________
(١) سورة المائدة : ٥ / ٤٤.
(٢) سورة الأنعام : ٦ / ٨٤.
(٣) سورة الأنعام : ٦ / ٨٤.