أَخْرَجَ شَطْأَهُ) ، كقوله : (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ) (١). وقال ابن عطية : وقوله : كزرع ، هو على كلا الأقوال ، وفي أي كتاب أنزل ، فرض مثل للنبي صلىاللهعليهوسلم وأصحابه في أن النبي صلىاللهعليهوسلم بعث وحده ، فكان كالزرع حبة واحدة ، ثم كثر المسلمون فهم كالشطء ، وهو فراخ السنبلة التي تنبت حول الأصل. انتهى. وقال ابن زيد : شطأه : فراخه وأولاده. وقال الزجاج : نباته. وقال قطرب : شتول السنبل يخرج من الحبة عشر سنبلات وتسع وثمان ، قاله الفراء. وقال الكسائي والأخفش : طرفه ، قال الشاعر :
أخرج الشطء على وجه الثرى |
|
ومن الأشجار أفنان الثمر |
وقرأ الجمهور : شطأه ، بإسكان الطاء والهمزة ؛ وابن كثير ، وابن ذكوان : بفتحهما ؛ وكذلك : وبالمدّ ، أبو حيوة وابن أبي عبلة وعيسى الكوفي ؛ وبألف بدل الهمزة ، زيد بن علي ؛ فاحتمل أن يكون مقصورا ، وأن يكون أصله الهمز ، فنقل الحركة وأبدل الهمزة ألفا. كما قالوا في المرأة والكمأة : المراة والكماة ، وهو تخفيف مقيس عند الكوفيين ، وهو عند البصريين شاذ لا يقاس عليه. وقرأ أبو جعفر : شطه ، بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على الطاء. ورويت عن شيبة ، ونافع ، والجحدري ، وعن الجحدري أيضا : شطوه بإسكان الطاء وواو بعدها. وقال أبو الفتح : هي لغة أو بدل من الهمزة ، ولا يكون الشط إلا في البر والشعير ، وهذه كلها لغات. وقال صاحب اللوامح : شطأ الزرع وأشطأ ، إذا أخرج فراخه ، وهو في الحنطة والشعير وغيرهما. وقرأ ابن ذكوان : فأزره ثلاثيا ؛ وباقي السبعة : فآزره ، على وزن أفعله. وقرىء : فازّره ، بتشديد الزاي. وقول مجاهد وغيره : آزره فاعله خطأ ، لأنه لم يسمع في مضارعه إلا يؤزر ، على وزن يكرم ؛ والضمير المنصوب في آزره عائد على الزرع ، لأن الزرع أول ما يطلع رقيق الأصل ، فإذا خرجت فراخه غلظ أصله وتقوى ، وكذلك أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم كانوا أقلة ضعفاء ، فلما كثروا وتقووا قاتلوا المشركين. وقال الحسن : آزره : قواه وشدّ أزره. وقال السدي : صار مثل الأصل في الطول. (فَاسْتَغْلَظَ) : صار من الرقة إلى الغلظ. (فَاسْتَوى) : أي تم نباته. (عَلى سُوقِهِ) : جمع ساق ، كناية عن أصوله. وقرأ ابن كثير : على سؤقه بالهمز. قيل : وهي لغة ضعيفة يهمزون الواو الذي قبلها ضمة ، ومنه قول الشاعر :
أحب المؤقدين إليّ مؤسي
__________________
(١) سورة الحجر : ١٥ / ٦٦.