تميم ، ومنه قولهم : دحا محا. انتهى. وقوله : إلا في الياء ، لغة لبعض كلب أنهم يكسرون أيضا في الياء ، يقولون : هل يعلم؟ وقوله : دحا محا ، يريدون دعها معها ، أدغموا العين في الحاء ، والإشارة بهذا إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمن.
وقرأ نافع ، وعاصم : (جِبِلًّا) ، بكسر الجيم والباء وتشديد اللام ، وهي قراءة أبي حيوة ، وسهيل ، وأبي جعفر ، وشيبة ، وأبي رجاء ؛ والحسن : بخلاف عنه. وقرأ العربيان ، والهذيل بن شرحبيل : بضم الجيم وإسكان الباء ؛ وباقي السبعة : بضمها وتخفيف اللام ؛ والحسن بن أبي إسحاق ، والزهري ، وابن هرمز ، وعبد الله بن عبيد بن عمير ، وحفص بن حميد : بضمتين وتشديد اللام ؛ والأشهب العقيلي ، واليماني ، وحماد بن مسلمة عن عاصم : بكسر الجيم وسكون الباء ؛ والأعمش : جبلا ، بكسرتين وتخفيف اللام. وقرىء : جبلا بكسر الجيم وفتح الباء وتخفيف اللام ، جمع جبلة ، نحو فطرة وفطر ، فهذه سبع لغات قرىء بها. وقرأ علي بن أبي طالب وبعض الخراسانيين : جيلا ، بكسر الجيم بعدها ياء آخر الحروف ، واحد الأجيال ؛ والجبل بالباء بواحدة من أسفل الأمة العظيمة. وقال الضحاك : أقله عشرة آلاف. خاطب تعالى الكفار بما فعل معهم الشيطان تقريعا لهم. وقرأ الجمهور : (أَفَلَمْ تَكُونُوا) بتاء الخطاب ؛ وطلحة ، وعيسى : بياء الغيبة ، عائدا على جبل. ويروى أنهم يجحدون ويخاصمون ، فيشهد عليهم جيرانهم وعشائرهم وأهاليهم ، فيحلفون ما كانوا مشركين ، فحينئذ يختم على أفواههم وتكلم أيديهم وأرجلهم. وفي الحديث : «يقول العبد يوم القيامة : إني لا أجيز عليّ شاهد إلا من نفسي فيختم على فيه ، ويقال لأركانه : انطقي فتنطق بأعماله ، ثم يخلي بينه وبين الكلام فيقال : بعدا لكنّ وسحقا ، فعنكنّ كنت أناضل».
وقرىء : يختم مبينا للمفعول ، وتتكلم أيديهم ، بتاءين وقرىء : ولتكلمنا أيديهم ولتشهد بلام الأمر والجزم على أن الله يأمر الأعضاء بالكلام والشهادة. وروى عبد الرحمن بن محمد بن طلحة عن أبيه عن جده طلحة أنه قرأ : ولتكلمنا أيديهم ولتشهد ، بلام كي والنصب على معنى : وكذلك يختم على أفواههم والظاهر أن الأعين هي الأعضاء المبصرة ، والمعنى : لأعميناهم فلا يرون كيف يمشون ، قاله الحسن وقتادة ، ويؤيده مناسبة المسخ ، فهم في قبضة القدرة وبروج العذاب إن شاءه الله لهم. وقال ابن عباس : أراد عين البصائر ، والمعنى : لو نشاء لختمت عليهم بالكفر فلا يهتدي منهم أحد أبدا. والطمس : إذهاب الشيء وأثره جملة حتى كأنه لم يوجد. فإن