إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) : قال وهب ـ يعني ـ ابن جرير : حدّثني جويرية بن أسماء قال :
سمعت أشياخا من أهل المدينة يحدثون أن معاوية لما حضرته الوفاة دعا يزيد فقال : إنّ لك من أهل المدينة يوما ، فإن فعلوها فارمهم بمسلم بن عقبة ، فإنه رجل قد عرفنا نصيحته ، فلمّا صنع أهل المدينة ما صنعوا ، وجه إليهم مسلم بن عقبة ، وقد بعث أهل المدينة إلى كلّ ماء بينهم وبين الشام فصبوا فيه زقا من قطران وعوّروه فأرسل الله عليهم السماء ، فلم يستقوا بدلو حتى وردوا المدينة.
قال (٢) : ونا وهب ـ يعني ـ ابن جرير بن حازم ، حدّثني أبي قال :
لما أخرج أهل المدينة بني أمية ومروان ، نزلوا حقلا (٣) وكتب مروان إلى يزيد بالذي كان من رأي القوم ، فأمر يزيد بقبّة فضربت له خارجا من قصره ، وقطع البعوث على أهل الشام مع مسلم بن عقبة المرّي ، فلم يمض ثالثة حتى فرغ ، ثم أصبح في اليوم الثالث ، فعرض عليه الكتائب ، وقد كان بلغه أن ابن الزبير يسمّيه السّكّير.
قال : فجعلت تمرّ به الكتائب وهو يقول :
أبلغ أبا بكر إذا الجيش انبرى |
|
وأشرف القوم على وادي القرى |
أجمع نشوان من القوم يرى |
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ـ قراءة ـ عن أبي بكر بن بيري ـ إجازة ـ.
ح قالا : وأنا (٤) أبو تمام الواسطي ـ إجازة ـ أنا أبو بكر بن بيري ـ قراءة.
نا محمّد بن الحسين بن محمّد ، نا أحمد بن زهير بن حرب ، نا أبي ، نا وهب بن جرير ، نا جويرية بن أسماء قال :
سمعت أشياخ أهل المدينة يحدّثون أنّ معاوية لما حضرته الوفاة دعا يزيدا فقال : إنّ لك
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٣٨ تحت عنوان : وقعة الحرة ، ضمن حوادث سنة ٦٣.
(٢) تاريخ خليفة ص ٢٣٧.
(٣) بالأصل وبقية النسخ ، «حفلا» وفي المختصر : «حقلا» تاريخ خليفة : «جفيلا» والمثبت عن المختصر.
(٤) «أنا» استدركت على هامش «ز».