وفي سنة إحدى ومائة مات مسلم بن يسار ومقسم مولى [ابن عباس ، وذكر](١) أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم بذلك.
أخبرنا أبو القاسم (٢) علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا يوسف بن عبد الله بن بشران (٣) ، نا مسلم [ابن إبراهيم](٤) ، نا الحسن بن أبي جعفر قال : سمعت مالك بن دينار يقول :
رأيت مسلم بن يسار في النوم بعد موته بسنة (٥) ، فسلّمت عليه فلم يردّ عليّ السلام؟ فقلت : ما منعك أن تردّ عليّ السلام؟ قال : أنا ميت ، فكيف أرد السّلام ، فقلت : فما ذا لقيت بعد الموت؟ فدمعت عيناه وقال : لقيت أهوالا وزلازل عظاما شديدا قلت : فما كان بعد ذلك؟ قال : وما تراه يكون من الكريم؟ قبل منّا الحسنات وعفا لنا عن السيئات ، وضمن لنا التبعات ، ثم شهق مالك شهقة خرّ مغشيا عليه ، فلبث بعد ذلك مريضا من غشيته ، ثم مات.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٦) ، نا فهد بن إبراهيم بن فهد ، نا محمّد بن زكريا الغلابي ، حدثتني ولّادة بنت إبراهيم الأزدية قالت : حدثتني أمي قالت : قال مالك بن دينار :
رأيت مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة ، فسلّمت عليه ، فلم يرد عليّ السّلام ، فقلت : لم لا ترد عليّ السلام؟ قال : أنا ميت ، فكيف أرد السّلام؟ فقلت : ما ذا لقيت يوم الموت؟ قال : لقيت أهوالا وزلازل عظاما شدادا ، قلت : وما ذا كان بعد ذلك؟ قال : وما تراه يكون من الكريم؟ قبل منّا الحسنات ، وعفا لنا عن السيئات ، وضمن عنا التبعات ، قالت : فكان مالك يحدّث بهذا وهو يبكي ، ويشهق ثم غشي عليه ، فلبث بعد ذلك أياما مريضا ، ثم مات في مرضه ، فكنا نرى أن قلبه انصدع.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ،
__________________
(١) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل وم و «ز» ، واستدرك عن د.
(٢) قوله : «أبو القاسم» مكانه بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض «طمس».
(٣) كذا بالأصل ، وفي د : «ماهان» وفي «ز» : «بشار» ومكانها بياض في م وظهر آخر حرفين منها «ان».
(٤) بياض بالأصل ، و «ز» ، وكتب في وسط البياض فيها : «قطع» والمستدرك عن د ، وم.
(٥) قوله : «بعد موته بسنة» مكانه بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض : قطع.
(٦) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٢٩٤ ـ ٢٩٥.