ولا ضنّ نصحا عنك بالغيب مؤمن |
|
تقيّ ولا عاداك إلّا منافق |
قال : ونا الزبير ، قال : وأنشدني عدي بن عبد الله بن عمرو بن أبي صبح المزني لأبيه يمدح مصعب بن عبد الله بن مصعب حين أجمع المسير إلى اليمن لميعاده مصعبا أن يطلع أهله ثم يأتيه بصنعاء اليمن فقال :
تقول ابنة الزيدي أصبحت وافدا |
|
على ملك أيّ الملوك تريد؟ |
فقلت لها مستورد حوض مصعب |
|
فقالت وأنّى والمسير بعيد |
فقلت لها : لو كنت في سجن عارم |
|
بدمياط قد شدّت عليّ قيود |
لسارت إليه مدحة مزنية |
|
يلذّ بها في المنشدين نشيد |
أرى الناس فاضوا ثم غاصوا ومصعب |
|
على العهد يعطي بحره ويزيد |
إذا صدرت بالحمد عن حوض مصعب |
|
وفود وحلت بعد ذاك وفود |
تهلّل فياض الندى عاجل القرى |
|
إذا انهل وهنا قطقط (١) وجليد |
أقول لمغتاظ عليّ كأنما |
|
بليته حامي السنان حديد |
تبرد بعيبي في الخلاء فإنه |
|
نفى العيب عني مشهد وحدود |
وثغرة أملاك تنحيت نوءها |
|
وأسقيتها والحاسدون شهود |
تعلقت الحساد فيها وما به |
|
فلم يبق إلّا أن يموت حسود |
قال : ونا الزبير ، قال : وله أيضا ـ يعني ابن أبي صبح ـ يمدحه :
إن الحواريّ والصدّيق وابنهما |
|
دعائم الدين إذا (٢) شدت له الدعم |
وثابتا ذا اليدين والمصعبين معا |
|
وذا اليمينين عبد الله بعدهم |
شدوا عرى مصعب في كل مكرمة |
|
وعلموه من الخيرات ما علموا |
فهو الكريم ملاقاة ومختبرا |
|
وابن الكرام إذا ما حصّل الكرم |
رحب الفناء رخي الباع محتمل |
|
للمضلعات إذا اشتدت بنا (٣) الأزم |
لا تنكر العود منه أن يضر بها |
|
ولا العشار إذا أضيافه قدموا |
ولا يبالي وإن كانت ممانحة |
|
أن يخضب السيف من أنسائهن دم |
__________________
(١) القطقط بالكسر : المطر الصغار ، أو المتتابع العظيم القطر ، أو البرد (القاموس المحيط).
(٢) في م و «ز» : إذا شدت.
(٣) استدركت عن هامش الأصل ، وبعدها صح.