فكتب الأشعري في ذلك إلى عمر بن الخطّاب ، فكتب إليه عمر بن الخطّاب :
إنه نبيّ الله ، دعا الله أن لا يرثه إلّا المسلمون ، فصلّ (١) عليه وادفنه.
قال همام : وحدّثنا فرقد أنّ أبا تميمة حدّثه.
إن كتاب عمر بن الخطّاب جاء إلى الأشعري : أن اغسله بالسدر وماء الريحان.
ثم رجع إلى حديث مطرّف بن مالك :
ثم بدا لي أن آتي بيت المقدس ، فبينا أنا ـ أحسبه قال : شك هدبة بن خالد ـ بقيّاض (٢) إذا أنا براكب ، فشبهته بذلك الأجير النصراني ، فقلت : أنعيما؟ قال : نعم ، قلت : ما فعلت نصرانيتك؟ قال : تحنّفت بعدك ، ثم أتينا دمشق ، فلقينا [كعب](٣) فقال : إذا أتيتم بيت المقدس فاجعلوا الصخرة بينكم وبين القبلة ، ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا أبا الدرداء ، فقالت أم الدرداء لكعب : ألا تعدي على أخيك يقوم الليل ويصوم النهار؟ فجعل لها من كلّ ثلاث ليال ليلة ، ومن كلّ ثلاثة أيام يوما ، ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا بيت المقدس ، فسمعت اليهود بنعيم وكعب ، فاجتمعوا ، فقال كعب : إن هذا كتاب قديم ، وإنه بلغتكم ، فاقرءوه ، فقرأه قارئهم ، فأتى على مكان منه ، فضرب به الأرض ، فغضب نعيم وأخذ الكتاب ، وقال : إن هذا كتاب قديم ، لا أدعكم تقرءونه ، فقالوا : إنه فعل ذلك عن غير مؤامرة منا ، فلم يزالوا يطلبون إليه حتى قال : فإنّي أمسكه في حجري وتقرءونه ، فأمسكه في حجره وقارئهم يقرؤه حتى أتى على ذلك المكان (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ)(٤) ، فأسلم منهم اثنان وأربعون حبرا ، وذاك في خلافة معاوية ، ففرض لهم معاوية وأعطاهم.
قال همّام : فحدّثني بسطام بن مسلم أن معاوية بن قرّة حدّثه :
أنهم تذاكروا ذلك الكتاب ، فمرّ بهم شهر بن حوشب ، فقال : على الخبير سقطتم ، إنّ كعبا لما احتضر قال : ألا رجل ائتمنه على أمانة يؤديها؟ فقال رجل : أنا ، فدفع إليه ذلك الكتاب ، وقال : اركب البحيرة (٥) ، فإذا بلغت مكان كذا وكذا فاقذفه ، فخرج من عند كعب ،
__________________
(١) بالأصل و «ز» ، وم ، ود : فصلى.
(٢) تقرأ بالأصل وبقية النسخ : «بقناص» والمثبت عن المختصر ، وقياض : موضع بنواحي بغداد ، وقيل : موضع بين الكوفة والشام (راجع معجم البلدان).
(٣) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم ، ود.
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ٨٥.
(٥) كذا بالأصل والنسخ.