بلد شعيب (١) ، فهو الشائع في هذه البلاد ، وهو قول مخالف لنصوص التاريخ وللجغرافيا السورية القديمة ، فإن المدينيين وهم من نسل مدان ومدين من أبناء إبراهيم عليهالسلام كانت مواطنهم في شرقي البحر الميت (بحرة لوط) وجنوبي بلاد موآب. وكانت عاصمة مملكتهم تسمى مدين ، وهناك مدينيون آخرون كانوا يسكنون في الجانب الشرقي على (البحر الأحمر ، وهم الذين فر إلى بلادهم موسى عليهالسلام من فرعون ، وتزوج منهم بصفورة (الصفراء) بنت بترو أو (بترون) كما في الطبري وهو شعيب عليهالسلام).
وكتب عنها صاحب الكتاب المقدس : «مدينة محصنة (لنفتالي) في الجليل ، أعطيت أيضا للاويين من عشيرة جرشون. وصارت مدينة ملجأ ، وكانت مسكن باراق ، وفيها جمعت (دبورة) سبطي زبولون ونفتالي).
«وأخذها تغلث فلاسر في ملك نقح. وبقربها حدثت المعركة بين بونثان مكابيوس وديتمريوس».
«وهي الآن قرية قادس (قدس) على بعد عشرة أميال شمالي صفد وأربعة أميال إلى الشمال الغربي من (الحولة).
«وموقعها جميل يشرف على جنوبي مرجعيون والحولة ، وحولها خرب عديدة ونواويس» (٢).
وأمامها منبسط من الأرض الخصبة فسيح يسقى قسم منه من جدول ماء بها ويعرف بمرج قدس ، وفيه في عام ١١٥٦ ه / [١٧٤٣ م] وقع المصاف بين عسكري سليمان باشا العظم والعامليين ، وحال موته دون نشوب الحرب ، وأرخ ذلك بعضهم فقال :
قالت الدنيا الغرورة |
|
مات سليمان النجيب |
__________________
(١) كشكول البحراني ١ : ٤٢٩.
(٢) قاموس الكتاب المقدس : قادس.