سكان الأمير يونس ابن الحرفوش أمير بعلبك ، فلما هجمت الخيل دخل المحافظون عليها مزار نوح وصاروا يطلقون بنادقهم على عسكر الأمير علي المعني ، فلما رأى الأمير ذلك أمر أن يكسروا الباب بالفؤوس ، فقتل من جماعته خمسة رجال واستلموا المزار وقتل من الذين كانوا فيه أربعون رجلا ، وعند ذلك أرسل الأمير إلى ولده الأمير علي أن يحضر في بقية فرسانه ، وأن تبقى المشاة مع أخيه الأمير يونس في الخيام ، وحضر الجميع إلى مدينة الكرك ، وعند الصباح احرق العسكر جميع ما فيها حتى لم يبق بيت (ملخص عن تاريخ الأمير حيدر) (١) وفي سنة ١٨١٤ م / ١٢٣٠ ه لما نال الأمير بشير براءة بتملك أرض معلقة زحلة ، حوّل عمران الكرك إليها ، فعمرت المعلقة وخربت الكرك حتى أصبحت اليوم قرية صغيرة تتصل أبنيتها بالمعلقة ، وهي تابعة لقضاء البقاع وسكانها نحو مائتي نسمة وأرضها نحو عشرين فدانا من نوع الخطاط (عن الدواني) (٢).
أما قول صاحب الأصل (٣). وبها مقام نوح من أولاد نوح فلم أتبيّن له وجها ، وقوله عرف لعله سقط لفظ (بالكركي). وأما الشيخ علي هذا ، فهو الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي المشهور بالمحقق الثاني ، وهو من جلالة القدر وغزارة الفضل وجودة التحقيق اشهر من أن يعرف ، وهو من معاصري الشيخ علي بن عبد العالي الميسي ، صاحب مدرسة ميس ، الذي تقدم (٤) ذكره في التعليق على قرية ميس ، وكان الكركي قد شخص إلى بلاد
__________________
(١) تاريخ الأمير حيدر ص ٦٩١.
(٢) دواني القطوف ص ٣٧٢ حاشية (١).
(٣) الأنصاري : في كشكول البحراني ١ : ٤٣٠ «كرك نوح في بلاد بعلبك وبها مقام نوح عليهالسلام من أولارد نوح عليهالسلام (كذا) ولإقامة الشيخ علي بن عبد العال العاملي بها عرف ، وهي سفر يومين عن بلاد جبل عامل ومن طرف البلاد سفر يوم».
(٤) انظر ميس. وقول الشيخ هنا تقدم ذكره ، لأنه أحال في كرك نوح عل تعليقه على اسماء القرى التي ذكرها البحراني وميس ذكرت قبلها.