الفارس في مائة خيال فأسره ، وجاء ناصيف وبقية المشايخ وأعملوا في عسكره الذبح إلى جرجوع ، فقتل من عسكر المتاولة أربعين نفسا ، ومن عسكر الأمير ما ينيف على ثلاثة آلاف». ورواها رابع عازيا السبب إلى اعتراض جماعة الدروز طريق رجلين من قرية كفر رمان كانا راجعين من قرية نيحة ، ذهبا إليها ليبتاعا منها عنبا فسلبوهما ألبستهما وما يحملان من مال ، وأتلفوا عنبهما وغادروهما بين كروم نيحة مثخنين بالجراح وعادا إلى قريتيهما راكبين على بغلتيهما بعد عناء شديد ، وبعد يومين ماتا فحملهما أولياؤهما إلى قلعة الشقيف مقر الشيخين علي الفارس وحيدر الفارس الصعبيين ، فراسلا بأمرهما الأمير يوسف الشهابي طالبين منه إرسال الغرماء ، فلما ماطلهما في الجواب عارضا عليهما دية القتيلين أبياها واقتصا لهما بقتل أربعة رجال من كروم نيحة حملت جثثهم إلى الأمير فاستشاط غضبا ، وتحفز للانتقام من جبل عامل ، وبعد اجتماع رأي من فاوضهم من أعيان اللبنانيين الذين جمعهم لهذا الغرض ، بث رسله في لبنان وحوران ووادي التيم حتى حمص وحماة يستنفرون الزعماء لقتال العامليين ، فالتف حواليه ، على هذه الرواية ، تسعون ألفا ـ ولا نشك أن في ذلك مبالغة ـ ومشى الأمير يوسف بهذا الجيش الكثيف إلى جبل عامل قاصدا النبطية ، فنمي الخبر إلى علي الفارس وأخيه حيدر الفارس اللذين تركا على قلعة الشقيف خمسين فارسا لحراستها وحراسة النساء ، وكتبا بالخبر إلى الشيخ ناصيف النصار حاكم بلاد بشارة ، وإلى حليف العامليين الشيخ ظاهر العمر يستنفرانهما لدفع هجوم الأمير يوسف ، وجاءا إلى النبطية بفرسانهما ، وهم خمسمائة فارس ، وبألف راجل ، وبلغ قسم عظيم من جيش الأمير النبطية في اليوم الثاني ، قبل وصول نجدة ناصيف وظاهر العمر ، وضربت خيمة الأمير يوسف على جبانتها ، فتولى علي الفارس قيادة الفرسان وأخوه حيدر الفارس قيادة الرجالة واتفقا أن تجمع الرجالة في