نامو. وقد وقعت هذه المقاطعة في سهم سبط نفتالي (١) مع سلسلة الجبال التي تمتد من الجنوب حتى صفد ، ومن الشمال حتى جبل الريحان. وانت ترى أن تسميتها بمرج عيون نسبة إلى مرج الخيام ، والعيون الكثيرة التي تنبع منه ومما حواليه من القرى.
كانت معروفة في التاريخ القديم باسم (عيون) وفي عهد الحروب الإسلامية الصليبية باسم مرج عيون ، أو مرج العيون. وقد تكرر ذكرها في أخبار تلك الحروب.
وقد جعلها السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد أن انتزعها من الصليبيين قاعدة من قواعد جيوشه ، وطريقا للإتصال ببلاده في الداخل والساحل لصد الغارات الصليبية عليها ، وهي منفذ للجيوش الزاحفة من الجنوب ، من فلسطين ، ومن الشرق الجنوبي من الجولان وبانياس ، ومن الشمال الشرقي من البقاع ، ومن الغرب من بلاد الشقيف وقلعتها (قلعة أرنون) وصيدا وصور ؛ وهي واقعة في نقطة متوسطة بين قلاع الصبيبة (قلعة بانياس) وقلعة الشقيف وهونين وتيرون. فكان بهذا التدبير الحربي الرشيد يمنع وصول جيوش اعدائه إلى القسم الأكبر من بلاده ، الواقعة بين جهات هذه المقاطعات الأربع من أن تكون ميادين للنزال والنضال ، وكان يكوّن من جيوشه المرابطة فيها مددا لقواته الحربية يوم هجوم الصليبيين عليها من طريقي البر والبحر (٢).
وقد ذكرت هذه المقاطعة (مرج عيون) في أخبار الأمراء الشهابيين لما
__________________
(١) سفر أخبار الأيام الثاني ، ١٦ : ٠٤ ؛ وانظر قاموس الكتاب المقدس (عيون) ؛ وانظر شاكر الخوري : مجمع المسرات ، ص ٤٩.
(٢) انظر النوادر السلطانية ، ص ٩٧ ، والفتح القسي ، ص ٣١٩ ؛ والكامل في التاريخ ، ١١ : ٢٥٦ ....