ارتحلوا من شهباء حوران إلى وادي التيم ، غربي الديار الشامية ، في عهد السلطان نور الدين بجموعهم البالغة خمسة عشر ألف رجل ، وكان وادي التيم وقاعدته حاصبيا وحاكمها أورا (قنطورا) وجميع بلاد جبل عامل سهلها وجبلها من ساحل صيدا إلى عكا ، وحاكمها ذفاتر ، وقاعدتها قلعة الشقيف تحت حكم الصليبيين فخرج اورا (قنطورا) بخمسين الفا من جيوشه المرابطة في وادي التيم وبما استمده من ذفاتر من نجدة لمحاربة الشهابيين في مرج عيون ودارت بين الفريقين رحى الحرب ، فانتصر الشهابيون على الصليبيين ، ووقعت حاصبيا في أيديهم ، وتولوا من ذلك الحين إمارتها ، وكان ذلك في سنة ٥٦٨ ه و ١١٧٢ م (١).
وفي سنة (٥٧٦ ه و ١١٨٠ م) اشتبك السلطان صلاح الدين في حرب مع الافرنج في هذه المقاطعة ، وكان قد وصل إليهم على حين غفلة ، وهم نازلون على شاطئ النهر ارتيادا للراحة من مشقة السفر ، وهاجمهم فانهزموا وأسر منهم نحو مائتين وسبعين اسيرا واعتقلهم في قلعة دمشق (٢).
وفي سنة (٦٣٨ ه و ١٢٤٠ م) قصد ابن عم اورا (قنطورا) الأمراء الشهابيين برجاله للأخذ بثأر قنطورا ، ولما اقتربوا من وادي التيم التقاهم الأمير عامر بجنوده وبمن أمده الأمير عبد الله بن الأمير سيف الدين المعني من جند ، وسار بالجيش من حاصبيا إلى مرج الخيام جيش [كذا] حيث التقى الفريقان بمعركة دامت ثلاثة أيام ، وفي اليوم الرابع انتصر الافرنج ، ثم استجمع الأمير عامر جيشه وهجم به على الافرنج فكسرهم وأبعدهم عن مواقع القتال مسافة ثلاثة فراسخ ، وقتل من الفريقين جمع غفير (٣).
__________________
(١) حيدر الشهابي : الغرر الحسان ، ص ٣٥٤ ؛ أخبار الأعيان ، ١ : ٣٧ (حوادث ١١٧٣).
(٢) حيدر الشهابي : ن. م ص ٣٧٥.
(٣) الشدياق : أخبار الأعيان ، ١ : ٣٩.